رئيس التحرير
عصام كامل

نسرين سوتوده.. حقوقية إيرانية عوقبت بالسجن والجلد لدفاعها عن حقوق الإنسان

فيتو

لا تخاف وتتحدث بصراحة في العلن، نسرين سوتوده هي من أشهر المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران.. المرأة الحديدية التي تعرضت للمضايقات من قبل السلطات لسنوات عديدة، وحكم عليها مؤخرًا بالسجن لمدة 38 عامًا و148 جلدة بتهمة التحريض على الفجور.


على مر السنين، دافعت سوتوده عن مجموعة من النشطاء من بينهم طلاب وصحفيين ومعارضين، وعملت أيضا لصالح السجناء الأطفال المدانين بالقتل والذين يواجهون الإعدام، من بين عملائها الرفيعين المستوى شيرين عيادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام التي تعيش في المنفى.

دون حجاب

نسرين سوتوده.. محامية إيرانية تبلغ من العمر 55 عاما، وحائزة على جائزة ساخاروف عام 2012 من البرلمان الأوروبي، كانت تقضي عقوبة السجن المقررة 5 سنوات إلا أنها حكم عليها الثلاثاء بعشر سنوات إضافية، و148 جلدة، بسبب "التحريض على الفجور"، وذلك بسبب وصولها إلى محاكمة سابقة دون حجاب، مخالفة بذلك القانون الإيراني الذي يفرض على النساء تغطية رؤوسهن في الأماكن العامة، الحكم القاسي اعتبره البعض مجرد رسالة بعدم التسامح مع المدافعات عن حقوق المرأة.

7 تهم

تقضي سوتوده بالفعل عقوبة السجن خمس سنوات بتهمة التجسس، بعد أن قبض عليها في يونيو 201، كما أنها ملاحقة أيضًا في سبع تهم جمعت في ملف واحد، حكم عليها فيها بالسجن 33 عاما ليكون إجمالي الأحكام 38 عامًا.

صاحبة قائمة الأحكام الطويلة

تولت سوتوده الدفاع عن العديد من النساء اللواتي ألقي القبض عليهن بين ديسمبر 2017 ويناير 2018 بسبب نزعهن الحجاب في الأماكن العامة احتجاجا على إجبارهن على ذلك، وقد أمضت الناشطة ثلاث سنوات في السجن بين العامين 2010 و2013 بتهم ممارسة "أنشطة ضد الأمن القومي" و"الدعاية المناهضة للنظام" بعد الدفاع عن المعارضين الذين اعتقلوا خلال احتجاجات عام 2009 ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، وفي عام 2010 حكم عليها بالسجن ستة أعوام بتهمة نشر دعاية ضد النظام، والتآمر للإضرار بأمن البلاد وهي التهم التي نفتها، وأفرج عنها في عام 2013 بعد أن أمضت نصف المدة.

تنديدات بالرفض

الحكم على سوتوده أعقبه ردود فعل منددة من العديد من المنظمات والدول، إذ أدانه الاتحاد الأوروبي، داعيا إلى "مراجعة فورية" للقضية، وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية إن "الحكم الصادر بحق سوتوده بالسجن سبع سنوات يعد تطورا مقلقًا وفي غضون ذلك، عبر المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران جوايد الرحم عن "قلق متزايد" حيال "تقلص المجال المدني أمام المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وقال للصحفيين في جنيف :"أدعو الحكومة إلى الإفراج الفوري عن جميع المحامين المسجونين لممارسة مهنتهم بطريقة سلمية".

ومن جهتها، وصفت منظمة العفو الدولية الحكم بأنه "ظلم فاضح"معتبرة أن السلطات الإيرانية "تعاقبها على عملها لصالح حقوق الإنسان"، كما أدانت الولايات المتحدة الحكم "بأشد العبارات"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو إن "هذا الحكم يتخطى الهمجية".

جوائز دولية

تخرجت من كلية القانون في عام 1995. وبما أنها لم تكن قادرة على ممارسة المحاماة حتى عام 2003، بدأت بالانخراط في الصحافة والكتابة حول حقوق المرأة والطفل والمساهمة في العديد من المنشورات الإصلاحية، كما أنها مستمرة في الكتابة رغم حبسها.

حصلت عام 2011،على جائزة مؤسسة بن الأمريكية / باربرا جولدسميث حول حرية الكتابة، واستلمت جائزتها شيرين عبادي لأنها كانت في السجن وغير قادرة على قبول الجائزة شخصيًا، وفي عام 2012، مُنِحت سوتوده جائزة ساخاروف للبرلمان الأوروبي بالمشاركة مع جعفر بناهي المخرج الذي تحدى حظره من صناعة الأفلام لمدة 20 عامًا، حيث أن فيلمه الذي لاحقى استحسانًا دوليًا "تاكسي"، صدر في عام 2015 وتم تصويره بالكامل في سيارات الأجرة بطهران، ويناقش خلاله الركاب السياسة أمام الكاميرا، وكانت نسرين سوتوده واحدة منهم.
الجريدة الرسمية