"الدنيا ربيع" وأغنيات بين الصدفة والقدر!
هل كان "صلاح جاهين" عندما كتب أغنيته الخالدة بكلماتها البسيطة "الدنيا ربيع" يدرك أنها ستكون أغنية فصل الربيع الأساسية حتى بات يعرف بها وتعرف به؟ وهل كان الإدراك نفسه عند "سعاد حسني" التي قرأت كلمات الأغنية وشاركت "صلاح جاهين" أن الأنسب لها هو كمال الطويل؟ وهل أدرك "كمال الطويل" ذلك بعد قراءته لها فكان ما كان من مقدمة لا يمكن تخيلها ولا نعتقد بل نجزم أن "صلاح جاهين" لم يشر اليها في كلماته؟!
قبل هذه الأغنية نسأل السؤال نفسه: هل كان "حسين السيد" يدرك أن أغنيته الخالدة "ست الحبايب" وقد كتبها في انفعال عاطفي سوف تتحول إلى أغنية "الأم" الأولى مصريا وعربيا؟ وهل بلغ الإدراك بها نفسه عند "محمد عبد الوهاب"؟
قبل ذلك نسأل أيضا: هل كان يدرك "مرسي جميل عزيز" ومعه "محمد الموجي" أن أغنيتهما "بيت العز يا بيتنا" ستحقق النجاح نفسه كأغنية الأسرة الأولى في مصر والوطن العربي كله؟ وقبل هؤلاء هل كان "فتحي قوره" يدرك ومعه توأمه الفني "منير مراد" أن أغنيتهما "وحياة قلبي وافراحه" ستكون أغنية النجاح الأولى في كل مكان؟
وأخيرا: هل كان الثنائي أيضا "حسين السيد" وتوأمه الفني "محمد عبد الوهاب" يؤمنان أن أغنيتهما "يا حبيبي يا خويا" ستتحول إلى أغنية للشقيق ربما الأولى والأخيرة في فكرتها؟!
للحق نقول إن حظ مجتمعنا جيد في فنانيه كتابا وملحنين ومطربات ومطربين حتى لو كان بعض هذه الأعمال فرضه موقف درامي في هذه الأفلام، إنما شاء القدر أن تكون لكل مناسباتنا أغنية تميزها ونستهل حلولها بها والسؤال العكسي يبرز قيمتها وهو: ماذا لو لم تكن في حياتنا هذه الأغنيات؟ وأن أغنية "الربيع" الوحيدة هي أغنية "فريد الأطرش" وما بها من شجن وليس من بهجه؟ وان نتائج الامتحانات تأتي دون أغنية العندليب؟ وان عيد الام يمر دون أغنية "ست الحبايب"؟ تخيلوا.. شيء ما سينقصنا نشعر به خصوصا بعد أن ذقنا حلاوة كل منها!
هو في حد يعمل عمله "كمال الطويل" ويبدأ أغنية الربيع "تشك تشك"؟ وهو في حد يعمل عمله "حسن الامام" ويلتقط "تشك تشك" بلقطة مكبرة تظهر تفاصيل جمال "سعاد حسني" ويصور الأغنية بين أجمل أماكن القاهرة؟ أما السندريلا فحضورها الطاغي يغني عن الكلام!