رئيس التحرير
عصام كامل

الميمونة.. "شم النسيم اليهودي" في المغرب (فيديو وصور)

فيتو

بعد أن انتهى اليهود من احتفالات عيد الفصح أو ما يسمى عيد الخروج من مصر، تبدأ هذه الأيام احتفالات "عيد الميمونة" وهو احتفال تقليدي يهودي في شمال أفريقيا يقام بعد عيد الفصح، وهو بمثابة عيد شم النسيم اليهودي، ويمثل العودة إلى أكل حاميتس، أي الخبز وما يلازمه، وهي ممنوعة طوال أسبوع عيد الفصح.


تقام احتفالات الميمونة سنويًا في الهواء الطلق مع انطلاق المهرجانات في إسرائيل، رغم أن العطلة كانت تقتصر فقط على اليهود المغاربة، لكن مع مرور السنين بدأت المجموعات الأخرى في إسرائيل، ولا سيما تلك التابعة للقطاع الشرقي احتفال الميمونة ليتحول فيما بعد إلى عيد رسمي في إسرائيل.

رموز الحظ 5
تبدأ الاحتفالات بعد حلول الظلام في آخر يوم من أيام عيد الفصح، حيث تظل منازل اليهود المغاربة مفتوحة للزوار، بعدها يشيع توزيع كعك العيد، وتزين المائدة أيضا بمختلف رموز الحظ والغنى، مع التركيز على الرقم "5" ك 5 قطع من الذهب أو 5 مجوهرات أو بذور فول المرتبة على ورقة من المعجنات، ويتم تبادل التهاني، على إيقاعات الموسيقى الأندلسية المغربية، والأغاني الشعبية المغربية، وتزين أبواب المنازل، والموائد أيضا بمختلف رموز الحظ.

حظر تناول الخبز
وتحظر الشريعة العبرية على اليهود تناول الخبز ومشتقاته طوال أيام عيد الفصح، ليتم الاحتفال بعيد "ميمونة" الذي أصبح شائعا بين كل اليهود، ويقام سنويا في الهواء الطلق.

ومن المأكولات والمشروبات المفضلة في هذا العيد أكلات مغربية مثل "المفلوتة" أو "التريد" و"السفنج المغربي"، و"الشباكية"، إلى جانب مشروب الشاي المغربي، وأنواع مختلفة من عصير الفواكه والمشروبات الغازية.

وخلال العقود القليلة الماضية، أصبحت الميمونة من الكلمة العربية "ميمون" معناها "الحظ" وهي المفضلة من طرف السياسيين الإسرائيليين الذين يستخدمون فيها الفرصة ليمتزجون مع الجماهير وحشد الدعم الجماهيري.

وفي عام 2006، احتفلت الجالية اليهودية المغربية وللمرة الأولى في باريس، بالعيد علنا خلافا للجالية اليهودية المغربية في امستردام.

احتفالات الدار البيضاء
واحتفلت الطائفة اليهودية في الدار البيضاء المغربية الليلة الماضية، بعيد "ميمونة" بحضور رجال أعمال وإعلاميين وفنانين.

واعتبر رئيس الطائفة اليهودية في المغرب، سيرج بييرديجو، خلال احتفال اليهود المغاربة، بعيد ميمونة، أن هذا العيد يشكل فرصة يجتمع فيها المغاربة بكافة انتماءاتهم الدينية لمشاركة اليهود المغاربة بعد انتهاء 7 أيام من الصوم، معتبرًا أن هذه المناسبة الدينية، التي تأتي لتتوج سبعة أيام من الصيام عن تناول الخبز، هي عيد تفتح فيه أبواب منازل اليهود أمام أصدقائهم المسلمين.

وقال رئيس الطائفة اليهودية بالمغرب الذي شغل منصب وزير السياحة سابقا: "ميمونة عيد التسامح الذي صدره يهود المغرب إلى باقي دول العالم وإسرائيل، التي جعلته عيدا وطنيا يحتفل به جميع اليهود"، مضيفا: "نحن نتشبث كثيرا بهذا العيد لأنه بمثابة تشبث بالتعايش معا وبالسلام، وهو يعكس صورة مغرب اليوم والغد".

كما أعرب جاك توليدانو، الرئيس التنفيذي للمتحف اليهودي بالدار البيضاء، أن "عيد ميمونة يشكل تذكيرا باليوم الذي خرج فيه اليهود من مصر هربا من الفراعنة رفقة سيدنا موسى، الذي قادهم نحو البحر، وطوال فترة عبور البحر كانوا يتناولون خبز أزيم فقط، ومع وصولهم احتفلوا بنجاتهم، وهو الاحتفال الذي حافظ عليه اليهود المغاربة لقرون، قبل أن يتحول إلى عيد وطني لكافة اليهود في إسرائيل".
الجريدة الرسمية