.. ولو في الصين!
أكثر من 126 مليار دولار رصدتها الصين لمشروع "الحزام والطريق" التي تعني طريق الحرير القديم ومعه الطريق البحري أيضا.. وعندما نعرف أن أكثر من 50 مليار دولار رصدتها الصين للاستثمار في أفريقيا نعرف أهمية تطوير العلاقات مع هذا البلد الكبير!
لن تنسى الصين أن مصر أول بلد عربي وأفريقي يعترف بها في وقت كانت القوى العظمى تحظر ذلك وتعاقب من يفعله! وفي الـ 30 من مايو نحتفل بالذكرى الـ 63 لهذا الاعتراف الذي تم في عام 1956!!
الصين-حتى نتكلم بلغة الأرقام- أكبر احتياطي نقدي في العالم والاقتصاد الثاني بعد الولايات المتحدة، والعملة الثالثة المعترف بالتداول بها في أعمال صندوق النقد بعد الدولار واليورو، والصين لديها ولايات أو مقاطعات تضم 152 منطقة صناعية نقيم على غرارها الآن مناطقنا الصناعية، والصين تقدم للعالم كل عام 110 ملايين سائح كان نصيبنا منها من 30 إلى 100 ألف سائح!
أي أقل واحد على الألف، وارتفعت خلال السنوات الخمس الماضية وبجهد من القطاع الخاص إلى 365 ألفا، ولم يزل قليلا رغم صعوده المستمر!
مشروع "الحزام والطريق" يتصور تنمية وبنية تحتية كبيرة على امتداده ووسائل نقل بضائع وركاب وآمال وطموحات كبيرة استحقت اهتمام مصر، وسفر الرئيس إلى هناك ليعقد القمة السابعة في أربع سنوات مع الرئيس الصيني الذي يهتم شخصيا وتهتم بلاده بمصر لأسباب مركبة، منها ما هو تاريخي كما قلنا ومنها ما هو سياسي في اتفاق كبير في أغلب القضايا الدولية ومنها ما هو اقتصادي به آفاق كبيرة للتعاون!
الصين إمبراطورية عملاقة تمت دون احتلال أحد، أو العدوان على الآخرين، أو استعمار الدول الصغيرة، وهي مع مصر أهم حضارات العالم القديم، ولذلك يبدو التعاون معها منطقيا ومهما، كما أن التوازن في العلاقات الدولية ضروري بعد سنوات تركنا أغلب دول العالم الكبرى من أجل عيون الولايات المتحدة الأمريكية!
السيسي يطلب الخير لمصر.. ولو في الصين!