رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب تغطية تمثال رمسيس الثاني بمعبد الأقصر بعد إزاحة الستار عنه بأيام (صور)

فيتو

قال أحمد العربي، مدير معبد الأقصر، إن وضع تمثال رمسيس الثاني بواجهة معبد الأقصر الذي أثير بشأنه الجدل خلال الأيام الماضية، صحيح بنسبة 100%، مؤكدا أن السبب الرئيسي في تغطية التمثال هو استكمال عملية الترميم التي لم تنتهي بنسبة 100٪.


وأكد "العربي" لـ "فيتو" أن التمثال بالوضع الأوزيري "عقد يديه على صدره"، في المكان الصحيح، وتابع أن هناك ما يثبت أن التمثال يتوجب أن يكون بالوضع الأوزيري، وليس بالوضع "العسكري"، مثل بقية التماثيل وذلك لأن هناك لوحة أقدم من اللوحة التي يستند عليها البعض لتصميم المعبد، مضيفا أن اللوحة القديمة وفقا لما أعلنته دراسات الدكتور محمد عبد القادر، والتي نشرت عام 1958، توضح أن التمثال بالوضع الأوزيري، وليس العسكري.

وأضاف مدير معبد الأقصر، أن عملية الترميم الخاصة بالتمثال، هي عمليات بسيطة تتمثل في تصليح الذراع الخاص بالتمثال، وإزالة الزيادات، بالإضافة إلى تحسين شكل القدم الخاصة بالتمثال، والتأكد من سلامة الألوان الخاصة به.

وعن الجدل المحتدم بين مؤيدي ومعارضي مشروع ترميم وإقامة تمثال رمسيس الثاني بمعبد الأقصر، قال الدكتور ميسرة عبد الله، أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة، إنه من ناحية العلمية البحتة فإن من قواعد نحت التماثيل في الهيئة الاوزيرية أن التمثال الأوزيري لا يقدم ساقه اليسرى مطلقا، ولذلك فأن الساقين لا تخص هذا التمثال بل هي لتمثال آخر، مشيرا إلى أن الاعتماد فقط على نقش واجهة المعبد بالفناء الأول خطأ غير دقيق حيث نقش هذا المنظر بنهاية العام الخامس من حكم رمسيس الثاني ولذلك فقد حدثت تغيرات وتعديلات كثيرة بعده على واجهة المعبد يكون من الصعب الحكم عليها حاليا فيما يتعلق بالتماثيل التي ظلت منتصبة أمام الصرح ولذلك فالنقش ليس بالدليل الكافي للحكم على الشكل النهائي للواجهة.

وأوضح أن الهيئة الأوزيرية لا تخص المعابد الجنائزية أو أمور الجنازة كما هو شائع ولكنها تعبر عن هيئة الخشوع في حضرة الإله داخل المعبد وعلى جنبات الممرات المقدسة به.

وكانت أثيرت حالة من الجدل العلمي بشأن الوضع الأصلي لتمثال الملك رمسيس الثاني الذي تمت إزاحة الستار عنه مؤخرًا في صرح معبد الأقصر، خلال احتفال وزارة الآثار باليوم العالمي للتراث، حيث رفض العديد من الأثريين وأساتذة الجامعات الوضع الأوزيري "عقد يديه على صدره" وطريقة ترميم التمثال، فيما أكد راي جونسون رئيس البعثة الأمريكية بالأقصر التابعة لجامعة شيكاغو ورئيس دار شيكاغو هاوس بالأقصر أن الوضع الأصلي لتمثال رمسيس الثاني وترميمه صحيحان 100%.

ونقلت وزارة الآثار، في بيان مساء أمس، عن رأي جونسون، رئيس البعثة الأمريكية التي كانت مسئولة عن إعادة ترميم التمثال، قوله إن النقوش الموجودة في نهاية الفناء المفتوح الأول بمعبد الأقصر، والتي تمثل واجهة المعبد المكونة من الصرح والمسلتين وصواري الأعلام والتماثيل، تم نحتها قبل وضع التماثيل في أماكنها، وتعكس التخطيط الأصلي الذي لم يكتمل كليةً أبدًا.

وأضاف أنه يبدو من التخطيط الأصلي للصرح أن التماثيل الضخمة المنحوتة من "الجرانوديوريت" للملك رمسيس الثاني تصوره إما في الوضع جالسًا أو واقفًا أو في الوضع سائرًا، ولكن لسبب ما فقد تم تغيير هذه الخطة "ربما لإتمام العمل في المهلة الزمنية التي طلبها رمسيس الثاني للمهمة"، فتم جلب تمثالين سابقين من الجرانيت الأحمر، وتم نقش اسم الملك رمسيس الثاني عليهما، أحدهما على أقصى الجانب الأيمن والآخر على أقصى الجانب الأيسر، وكان التمثال الضخم على أقصى الجانب الغربي "الواقف حاليًا ومنذ سنوات طويلة"، في الأصل للملك أمنحتب الثالث، وهو مختلف أيضًا، لأن على رأسه التاج الأبيض، وليس التاج المزدوج، وهو أيضًا منحوت من الجرانيت الأحمر.

وأوضح أن التمثال الضخم على أقصى الجانب الشرقي المنحوت من الجرانيت الأحمر- والذي تم إعادة إقامته منذ بضعة أيام بدعم مادي من مؤسسة "شيكاغو هاوس Chicago House" والسفارة الأمريكية- هو عبارة عن تمثال ضخم من أواخر الأسرة الـ ١٨، ربما لحورمحب "وتم إعادة نحت الوجه"، وتدل الأجزاء الباقية من التمثال على أنه كان في الهيئة الأوزيرية.

وأوضح أن القاعدة الأصلية للتمثال والموجودة بمكانها الأصلي كانت صغيرة الحجم جدًا لتسع تمثالًا في الوضع سائرًا، والذي يؤكد أن التمثال كان في الوضع واقفًا وليس في الوضع سائرًا.
الجريدة الرسمية