مصر.. وثورات الأشقاء!
تلتزم مصر في سياستها الخارجية بقاعدة عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري، على أساس أن شعوب تلك الدول هي الأقدر على اختيار نظمها السياسية، دون حاجة لتدخلات أجنبية تؤثر على قراراتها..
وتدرك مصر أن تصدير الثورات من الخارج ولى زمنه، وأصبح لدى الشعوب حساسية خاصة من أي تدخلات خارجية في شئونها الداخلية، وإدراك مصر لتلك الحقيقة، والتزامها بعدم التدخل في شئون الآخرين، لا يعفيها من إدراك أن ما يجري على حدودها في دول شقيقة يتطلب أقصى درجات اليقظة..
خاصة عندما تكون لتلك الأحداث تأثيرات مباشرة على أمنها القومي، وعندما تتخذ تلك الأحداث مسارا معاكسا لها للتوجهات المصرية، ما يمكن جماعات الإرهاب المسلح من محاولة اختراق الحدود المصرية.. وإثارة القلاقل داخل حدود الوطن، وفي تلك الحالات لابد أن يكون لمصر مواقف خاصة معلنة دون أن يعني ذلك تدخلا في شئون تلك الدول الشقيقة.
لا يمكن لمصر اتخاذ موقف محايد بين الجيش الليبي بقيادة الجنرال حفتر الذي يتصدى للعصابات الإرهابية التي لا تتوقف عن محاولة اختراق الحدود المصرية الطويلة وبين حكومة طرابلس التي تدعمها تركيا وقطر لرعاية جماعات الإرهاب التي تستهدف الأمن المصري، ولا يمكن أن تساوي مصر ما بين أنصار الرئيس السوداني المخلوع، من الذين ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين.. وبين قيادات سودانية وطنية تخلص البلاد من سطوة الإخوان وتعزل قيادات الجيش التي تنتمي إلى جماعة الإخوان.
الحياد المصري يصبح غير مقبول على الإطلاق، لأن مصر عانت ومازالت تعاني من محاولات اختراق حدودها من جانب تلك الجماعات الإرهابية، والقوات المسلحة المصرية تخوض معارك باسلة، أدت إلى القضاء على الآلاف من تلك الجماعات بشهادة المراقبين العسكريين في دول العالم، وما زالت تطارد ما بقي منهم على الأرض المصرية.. وتحبط محاولاتهم للهرب.
والسؤال.. كيف تحقق مصر المعادلة بين سياساتها المعلنة بعدم التدخل، والأخطار المحدقة على حدودها مع ليبيا والسودان؟
هذا هو موضوعنا القادم!