متحدث الرئاسة: السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لموقف فلسطين في مسار التسوية السياسية.. يشدد على العلاقات الإستراتيجية الممتدة منذ عقود بين القاهرة وواشنطن.. ويدين التفجيرات الإرهابية في سريلانكا
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، ومن الجانب الفلسطيني الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والدكتور رياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين، ودياب اللوح سفير فلسطين بالقاهرة.
وقال السفير بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء تناول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، حيث أكد الرئيس موقف مصر الداعم للقضية والمتمسك بالتوصل إلى حل عادل وشامل يؤدى إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق المرجعيات الدولية وعاصمتها القدس الشرقية.
الرئيس الفلسطيني
وأعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره لتحركات مصر على مختلف الأصعدة سعيًا لحل القضية والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، مشددًا على ما يوليه من أهمية للتشاور والتنسيق مع الرئيس بشأن مجمل الأوضاع الفلسطينية وسبل التعامل مع التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
كما استعرض الرئيس محمود عباس محددات الموقف الفلسطيني في ظل التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية خلال الفترة الأخيرة، حيث أكد الرئيس دعم مصر الكامل للموقف الفلسطيني تجاه مسار التسوية السياسية.
كما شهد اللقاء استعراض الصعوبات الحالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية، خاصةً عقب خصم إسرائيل لأموال المقاصة، والانعكاسات السلبية لذلك الأمر على وضع السلطة، وأكد الرئيس حرص مصر على بذل مساعيها مع الأطراف المعنية في هذا السياق، بما يساهم في الحيلولة دون تفاقم الأوضاع.
وتم التطرق أيضًا إلى الجهود المصرية لتثبيت الهدوء في قطاع غزة، حيث أوضح الرئيس أن التحركات المصرية دائمًا ما تستهدف بشكل أساسي الحفاظ على أمن واستقرار الشعب الفلسطيني وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع.
وأضاف أن مصر مستمرة في جهودها لإتمام عملية المصالحة وتحقيق توافق سياسي في إطار رؤية موحدة بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية، ووفق إستراتيجية مصرية لدعم السلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة وقطع الطريق على أية محاولات لتكريس الفصل بين الضفة الغربية والقطاع.
وأشار إلى أن مصر تواصل مساعيها مع الأطراف المعنية والدول المانحة لإيجاد آليات لحل أزمة التمويل الخاصة بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) لتتمكن الوكالة من المحافظة على وتيرة ونوعية الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين.
عضو مجلس الشيوخ الأمريكي
كما استقبل الرئيس السيسي اليوم السيناتور الديموقراطي رون وايدن، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، وذلك بحضور كلٍ من سامح شكري وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وقال السفير بسام راضى، إن الرئيس أكد إستراتيجية العلاقات الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات بكل جوانبها، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، لا سيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها عدم الاستقرار وخطر الإرهاب الآخذ في التنامي والذي طالت تداعياته العديد من الدول.
كما أكد الرئيس حرصه على التواصل الدائم مع قيادات الكونجرس، وذلك في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، مستعرضًا الجهود التي تبذلها مصر في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وكذا الخطوات التي تتم على الصعيد الداخلي للإصلاح الاقتصادي الشامل والتنمية المستدامة، فضلًا عما تبذله مصر من جهود حثيثة للتوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن "وايدن" ثمن مستوى التعاون المشترك بين البلدين، مشيرًا إلى أن مصر تعد ركيزة الأمن والاستقرار وتدعيم قواعد السلام في منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن كونها شريكًا محوريًا للولايات المتحدة في المنطقة، ومشيدًا بدور مصر الناجح والفاعل في مكافحة الإرهاب وإصلاح الخطاب الديني وإرساء قيم التسامح.
وأضاف السفير بسام راضي أن اللقاء تطرق إلى التطورات الراهنة على الساحة الإقليمية وما تمر به المنطقة من أزمات، خاصةً ليبيا وسوريا، حيث تم التوافق حول أهمية الإسراع في التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات، بما يحافظ على وحدة الدول ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها، كما حذر الرئيس مما يتعرض له مفهوم الدولة الوطنية في المنطقة من مخاطر، مؤكدا أن التسوية السياسية للأزمات يتعين أن تتم بالتوازي مع مكافحة التنظيمات الإرهابية بالمنطقة.
كما تناول اللقاء مستجدات القضية الفلسطينية، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية.
سريلانكا
كما أكد السفير بسام راضي أن الرئيس السيسي، يدين بأشد العبارات التفجيرات الإرهابية الآثمة التي وقعت اليوم في دولة سريلانكا الصديقة، ويتوجه بخالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا والمصابين، راجيًا الله أن يلهمهم الصبر والسلوان وقوة التحمل في هذا المصاب الأليم.
وأوضح أن الإرهاب الأسود يشكل جرحًا غائرًا في ضمير البشرية، ويعلن مرة بعد مرة استخفافه بالروح الإنسانية وعدم احترامه لقدسيتها، فيستهدف الأبرياء والآمنين على اختلاف أديانهم وعقائدهم، سواء في دور العبادة أو في أي مكان تطوله يده الآثمة، مستهدفًا بث الرعب والفزع في قلوب جميع سكان العالم، وإثارة الفوضى وهز استقرار المجتمعات، مدفوعًا في ذلك بأفكار مسمومة، وبكراهية عميقة لكل ما أنجزه بنو البشر من حضارة ورقي وتقدم، وأن الأمر يحتم العمل الدولي المتكاتف لوضع حد لخطر الإرهاب لتقويض نشاطه من خلال مواجهة شاملة لكافة عناصره.