رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل الحرب الخفية بين روسيا وأمريكا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل الصراع القائم بين أمريكا وروسيا، أصبحت الحرب الباردة بين الدولتين علنية، فتحاول كل دولة توجيه تهديدات للأخرى بشكل علني والتسابق من أجل حفظ مكان بالدول الأخرى، سواء أوروبا أو فنزويلا أو الشرق الأوسط.

والخميس الماضي، هدد وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو صراحة، باتخاذ "خطوات حازمة" ردا على ما وصفه بـ"نشاط روسي خبيث"، وقال بومبيو في مؤتمر صحفي في أعقاب المباحثات الأمريكية اليابانية: "في حال كان الحديث يدور عن انتخاباتنا أو أي تهديد آخر نحن سنوصل إليهم (إلى روسيا) فكرة أن هذه التصرفات غير مقبولة. وكما رأيتم: "نحن سنتخذ إجراءات شديدة ستجعل ثمن نشاط روسيا الخبيث باهظا"، واتهمها بالتدخل في الانتخابات الأمريكية عام 2016، وكذلك التدخل في كل من فنزويلا وأوكرانيا.

عدو أمريكا الوحيد
ورغم سعى ترامب لتحسين العلاقات مع روسيا، إلا أن الصراع زاد بينهما، وذلك منذ أن أعلن ترامب أن روسيا والصين هم أعداء الولايات المتحدة، ليؤكدها مسئول رفيع المستوى بالجيش الأمريكي منذ أسبوع، بقوله إن روسيا هو عدو أمريكا الوحيد في الفترة الحالية، وأوضح أن موسكو باتت تهدد أمريكا في كل مكان تجتمع فيه مصالحهما، مضيفا أنهما مستعدون لأي هجمات عسكرية محتملة من جانب روسيا.

رسالة قضائية
وبالأمس، أصدرت محكمة أمريكية بولاية فيرجينيا حكما بسجن روسي 6 سنوات ونصف، بتهم القيام بعمليات احتيال والقرصنة على حسابات أمريكيين بقصد الإضرار بهم، ليرسل القضاء الأمريكي رسالة مفادها أن أي محاولة من الروس لاستهداف أمريكا سيكون عقابها شديدا، ورغم إدانة روسيا للقرار واتهامها بأن أمريكا تتعمد استهداف مواطنيها في الخارج، إلا أنها لم تستطع القيام بشيء حيال الروسي المحكوم عليه.

إشارات للحرب
روسيا هي الأخرى باتت تستبق أمريكا بالتهديدات التي لم تكن واضحة من قبل، ففي أزمة فنزويلا، بمجرد أن أعلنت أمريكا عن استعدادها لتدخل الجيش الأمريكي لإقالة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، قامت موسكو بإرسال جنود لها بكاراكاس، لتؤكد أنها مستعدة للحرب في أي وقت، كما بادرت بتهديد أمريكا حين كشفت الأخيرة عن نيتها نشر قواعد عسكرية لها في أوروبا، ليعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن إقدام أمريكا على تلك الخطوة سيكون بمثابة إعلان عن بداية الحرب بين الدولتين.

البحث عن حلفاء
روسيا باتت تبحث عن حلفاء لها يساعدونها في حال دخول حرب مع الولايات المتحدة، وقالت وكالة "سبوتنيك" الروسية نهاية الشهر الماضي، إن هناك دولا مستعدة للوقوف إلى جانب روسيا إذا دخلت في حرب ضد الولايات المتحدة وهم فنزويلا وكوبا ونيكاراجوا وسوريا وكوريا الشمالية، في حين كانت زيارة بومبيو الأخيرة لأوروبا رسالة للبحث عن حلفاء ضد روسيا وإيجاد مساحة جديدة لأمريكا للتأثير في العالم بعد ضمان منطقة الشرق الأوسط.
الجريدة الرسمية