جامعات مصر.. «العين بصيرة والإيد قصيرة».. «القاهرة» قدمت 26 براءة اختراع.. «أسيوط» تستخدم «الذكاء الاصطناعي» للحفاظ على المياه.. واللحاق بالثورة الصناعية يبدأ م
«التكنولوجيات القادمة قد تسحق أجيالا كاملة، ولذلك لا بد من الاستعداد الكامل لذلك»؛ جملة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي، الذي عقدته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الرابع من أبريل للعام الجاري بفندق الماسة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ليؤكد بها على أن تأثيرات التكنولوجيا الحديثة ستكون كبيرة جدا على المجتمعات النامية كالمجتمع المصري، مشددا على ضرورة مشاركة الجميع في اللحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة.
وتلعب الجامعات دورا أساسيا في هذه الثورة، فهي أداة فعالة لتثقيف وتعليم وتدريب الطلبة على المهارات الضرورية للتكيف مع التغيرات الجديدة والقادمة، لذا ستتطلب تقنيات ومبادئ الثورة الصناعية الرابعة تغيير أساليب التعليم في الجامعات، وسيتعين على تلك المؤسسات التعليمية البدء في إجراء بعض التغييرات الضرورية اللازمة للحاق بتلك الثورة.
منظومة الابتكار
الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أوضح من جانبه أن منظومة الابتكار والبحث العلمي شغلت جزءا كبيرا من الاهتمامات خلال الفترة الماضية، حيث أفرزت الجامعة 26 مشروعا ابتكاريا وبراءة اختراع جاهزة للتطبيق على أرض الواقع، بكليات الهندسة والعلوم والزراعة والصيدلة والأسنان، مشيرا إلى أن الجامعة تدعم الطلاب الموهوبين، حيث تمكن طلاب الجامعة من ابتكار وتصنيع النماذج الأولية من سيارة كهربائية مزودة بألواح طاقة شمسية، وطائرة بدون طيار بالتعاون مع المعهد الأمريكي لعلوم الطيران والفضاء، وتوربينة الرياح التي تم تنفيذها واختبارها.
وأضاف «الخشت» أن الأساتذة والطلاب الموهوبين نجحوا في تحويل المخلفات العضوية إلى أعلاف باستخدام التكنولوجيا الحيوية، وإعادة تدوير قشور الاستاكوزا النيلية في التصنيع، فضلا عن آلة لحصاد النخيل، وإنتاج سماد زراعي من مخلفات الجلود، وزراعة الشعير في أراضي عالية الملوحة، واستخلاص مكمل غذائي لمرضى الأورام، مشيرا إلى أن الجامعة تقوم بتنفيذ عدة مشروعات بحثية مع الجهات الدولية، ومنها مشروعات مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 12 ألف يورو، و7 مشروعات أخرى مع صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية بقيمة 5 ملايين و121 ألف جنيه، و3 مشروعات مع أكاديمية البحث العلمي بقيمة 12 مليونا و300 ألف جنيه.
وكشف «الخشت» أن جامعة القاهرة اتخذت عدة خطوات نحو تطوير المنظومة التعليمية التي تسهم في تخريج طلاب لديهم الفكر والإبداع وليس الحفظ والتلقين سواء على مستوى تطوير شكل التقييمات، أو حتى على مستوى المناهج والمقررات، حيث تم استحداث 181 برنامجا في الجامعة من بينها 44 لائحة دراسية و55 برنامجا للمرحلة الجامعية الأولى، وإنشاء كليات وبرامج لوظائف المستقبل.
تعديل المناهج
أما الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، فأشار إلى الدور الحيوي الذي تقوم به الجامعة بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي في المشروع القومي لإدارة مصادر المياه، حيث يقوم هذا المشروع في الأساس على الذكاء الاصطناعي في الإدارة والتصميم للتحكم في ميكنة المياه، وإعادة توزيعها واستخدامها بنظام إلكتروني كامل، مضيفا أنه تم تطوير المنظومة التعليمية للطلاب من خلال إدخال برامج تعاون وتنمية مشتركة مع جامعات ألمانية في مجالات الذكاء الاصطناعي وإدارة المياه، والتصميم الصناعي، والهندسة الطبية، وكلها برامج مستحدثة مرتبطة بسوق العمل وترتبط بالثورة الصناعية الرابعة.
وأوضح رئيس جامعة أسيوط أن السبب الرئيسي في عدم مشاركة مصر في الثورات الصناعية الماضية هو عدم ارتباط التعليم بسوق العمل الفعلي، فكان يتم تدريس مناهج غير مرتبطة بما يحدث من تطور في العالم المتقدم، لذا تحتاج المناهج الحالية إلى تعديل كبير حتى نستطيع اللحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة، مشددا على أهمية إضافة البرامج البينية التي تتيح دراسة أكثر من تخصص مثل برنامج هندسة المشروعات أو إدارة المشروعات الذي يجب أن يكون العامل به دارسا لمناهج الهندسة والتجارة.
الموارد البشرية
وأكد الدكتور أحمد طلبة، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، على استعداد مصر الكامل للدخول في الثورة الصناعية الرابعة واللحاق بركبها، موضحا أن تلك الثورة تعتمد على ثلاثة محاور أساسية وهي الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، بالإضافة إلى السلسلة الرقمية، وقد حققت مصر تقدما هائلا في مجال الذكاء الاصطناعي مما يمكنها من اللحاق بركب الثورة واستغلالها جيدا.
وأضاف طلبة أن مصر تمتلك القدرات والموارد البشرية التي تؤهلها لاستغلال الثورة الصناعية الرابعة، مما يمكن الدولة من تحسين الوضع الاقتصادي، والعمل على زيادة رفاهية المواطن المصري، لافتا إلى أن هناك إستراتيجية وطنية تقوم على الذكاء الاصطناعي في مصر، وتعمل وزارة التعليم العالي من خلال لجنة مُشكلة من أكفأ خبراء الذكاء الاصطناعي في الجامعات الحكومية والخاصة على وضع تلك الإستراتيجية لمدة أقصاها 5 سنوات تبدأ من العام الجاري 2019.
الذكاء الاصطناعي
وتضيف الدكتورة إيمان ثروت، عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة، أن الكلية أنشأت قسما خاصا بالذكاء الاصطناعي لمواكبة تطورات الثورة الصناعية الرابعة، مشيرة إلى أن هناك خطة شاملة لتزويد الكلية بالمعامل الملائمة للمرحلة القادمة والمرتبطة بمجال الروبوتات والذكاء الصناعي، لافتة إلى أن الكلية تسعى لإدخال أحدث الطرق التعليمية وأحدث المواد الخام وأحدث المناهج لتدريب الطلاب على الابتكار ليس في مجال الذكاء الاصطناعي فقط ولكن في مجال الحاسبات عموما، حتى يتمكنوا من مواكبة الثورة الصناعية الرابعة.
وأكدت ثروت أن الطلبة المصريين لديهم إمكانيات كثيرة للابتكار، وكثير منهم يعمل بالفعل في شركات عالمية داخل وخارج مصر، ولهم إسهامات كبيرة في مجال التكنولوجيا والحاسبات، مشيرة إلى أنه ليس هناك أي تخوفات من عدم لحاق مصر بالثورة الصناعية الرابعة ما دام هناك عمل وثقة في التقدم، مختتمة حديثها بأن أهم ما في الموضوع هو تزويد الطلاب بالخبرة العملية والتطبيقية ليتمكنوا من الإبداع بأنفسهم.
"نقلا عن العدد الورقي"..