مبادرة «قوائم الانتظار» توقف «سبوبة» مراكز قسطرة القلب الخاصة.. 5 آلاف جنيه تسعيرة إجرائها.. «التأمين الصحي» يغلق ثغرة البحث عن «منافذ خارجية».. وأطباء يكشفون س
«دجاجة تبيض ذهبًا».. وصف قدمه أطباء أمراض القلب عند الحديث عن مراكز «القسطرة» الخاصة، لا سيما وأنها تحولت بمرور الأيام إلى «بزنس» سهل ومضمون في الوقت ذاته، كما أنها تستقطب المرضى الذين يعانون من ضيق في شرايين القلب، ويطلب منهم طبيب أمراض القلب إجراء قسطرة تشخيصية، ثم قسطرة علاجية يركب من خلالها دعامة في شرايين القلب.
التكلفة
تكلفة القسطرة التشخيصية تبدأ من ألفين وحتى 5 آلاف جنيه، حسب المكان الذي تجرى فيه وحسب درجة الطبيب الذي يجريها، ويصل سعر جهاز القسطرة ما يقرب من المليون جنيه، وفي الغالب يشترك فيه مجموعة من الأطباء لشرائه، وفتح مركز قسطرة خاص، لا سيما وأن غالبية مرضى القلب يطلب منهم إجراء القسطرة التشخيصية.
المبادرة التي أطلقها الرئيس لـ«القضاء على قوائم الانتظار»، يمكن القول إنها ساهمت بقدر كبير في تحجيم عمل تلك المراكز قليلًا من خلال إجراء «القسطرة» على نفقة الدولة والتأمين الصحي في الأماكن الحكومية، وكان لإجراء القساطر التشخيصية وتركيب الدعامات نصيب الأسد، وتحتل المرتبة الأولى في التدخلات الطبية التي تجري في المبادرة بأكثر من 60%.
مخالفات
أستاذ جراحة قلب - تحفظ على ذكر اسمه- كشف عن أهم المخالفات التي تجرى داخل لجان القلب الثلاثية الحكومية التي تقرر للمريض أحقية إجراء القسطرة أم لا، حيث يوجد استشاري واحد فقط في اللجنة هو من يتخذ القرار في إجراء القسطرة والدعامة، ويجب أن يكون هناك استشاري جراحة، واستشاري أمراض قلب وتخصص آخر ويغيب بقية أعضاء اللجنة ولكنهم مذكورون على الورق فقط، وأضاف أنه «عمليا وإداريا لا تنفذ اللجنة الثلاثية»، لافتا إلى أن أي ضيق في الشرايين، يوجد قواعد عالمية تحكم من يتخذ العلاج الدوائي إلا أنه لا يوجد رقابة على اللجان الثلاثية في قراراتها.
150 ألف جنيه
كما أوضح أن «بعض جراحات القلب وصلت أتعاب يد الجراح فيها فقط 150 ألف جنيه دون المستلزمات والمستشفى»، مشددًا على أن المرضى يتم استغلالهم، لعدم وجود رقابة على الإجراءات الطبية وأحقية كل مريض بما الذي يحتاجه فعليًا وكذلك الأسعار.
وتابع: جهاز القسطرة عبارة عن جهاز أشعة يدخل إلى الشرايين أو الأوردة إلى أن يصل إلى القلب، وتكلفته تصل إلى 10 ملايين جنيه غرفة القسطرة، ومجموعات الأطباء تشارك بأسهم لفتح مراكز قسطرة خاصة أو عن طريق قروض لأنها تجارة مربحة، كما كشف عن وجود بديل للقسطرة الخاصة، وهو إجراء أشعة متعددة المقاطع بالصبغة، بديلا عنها تشبه جهاز الأشعة المقطعية، وتوضح أي ضيق في القلب إلا أن الأطباء لا يفضلونها، ويجريها أطباء الأشعة وليس القلب، وتكلفتها لا تزيد على 2000 جنيه ومتوفرة في مراكز الأشعة، إلا أن طبيب القلب هو من يشخص المريض وأول ما يطلبه منه قسطرة تشخيصية، ووصف مراكز القسطرة الخاصة بأنها كـ«الدجاجة التي تبيض ذهبا ويقنع المريض أنها عملية وهي مركز أشعة»، لافتا إلى أنها علاج مؤقت وتصعب من فرصة الجراحة بعد ذلك، ومؤكدًا أن مصر من أغنى دول العالم في بيع الدعامة، وتحقق مكاسب مرتفعة سواء للمستورد أو البائع.
للقادرين فقط
من جهته قال الدكتور خالد سمير أستاذ جراحة القلب، جامعة عين شمس: مراكز القسطرة الخاصة أصبحت حاليا لميسوري الحال فقط، لأن الخدمة أصبحت متوفرة في الأماكن الحكومية بأسعار اقتصادية، والأعداد الأكبر في المستشفيات العامة والجامعية والأمانة والمعاهد التعليمية.
«د. خالد» أوضح أيضا أن «القسطرة نوع من الأشعة، وليست عملية كما يخدع البعض المرضى، وتجرى داخل مراكز القلب الخاصة»، كاشفًا أن هناك مرضى لا يحتاجون إلى تركيب دعامات وتركب لهم بالمراكز، أو مريض يحتاج إلى جراحة قلب ويقنعه الطبيب بالقسطرة ويركب الدعامة إلى أن تسوء حالته.
التسعيرة
وعن «تسعيرة القسطرة»، قال: الأسعار تختلف من مكان لآخر حسب التجهيزات والفندقة، فأسعار القسطرة التشخيصية تتراوح تكلفتها من 900 جنيه إلى 20 ألف جنيه حسب الطبيب والمكان، ومتوسط سعرها يصل إلى 5 آلاف جنيه، كما شدد على أنه «ليس كل انسداد في الشرايين يصلح معه الدعامات، مؤكدا أن السبب في انسداد الشرايين مع تقدم العمر وجود ترسبات الدهون والكالسيوم»، لافتا إلى أن غالبية البشر بعد مرور 60 عاما يصابون بانسداد في الشريان التاجي وكذلك الملايين من مرضى السكر.
الأعراض
وفي نفس السياق أكد الدكتور أحمد الوكيل، استشاري جراحات القلب بكلية طب قصر العيني أن «أغلب المرضى الذين يجرون القسطرة يشتكون في بداية الأعراض من نهجان مستمر وآلام في الصدر ونغزات ووجع في الكتف حتى في الكلام والمشي وصعود السلم، ومع شدة الألم لا يستطيع ممارسة أي مجهود وهي أعراض الذبحة الصدرية.
ويجري المريض حينها رسم قلب وموجات صوتية على القلب لو يوجد لديه مشكلة يحدث تعثر في نبضات القلب، ويظهر من حركة القلب ويكون لديه احتمالية الإصابة بـارتجاع في الصمام، أو ضعف عضلة القلب أو اختلال في حركة القلب، وحينها يطلب من المريض إجراء مسح ذري على القلب، حيث يتم حقن القلب بمادة مشعة لا يوجد منها ضرر إطلاقا، إذا وصلت المادة المشعة لكل أجزاء القلب يصبح المريض سليما، أما إن لم تصل إلى القلب بأكمله فتكون هناك مشكلة في شرايين القلب».
وأكمل: بعد ذلك يطلب الطبيب من المريض إجراء إما أشعة مقطعية أو قسطرة تشخيصية وهي عبارة عن كانيولا تدخل من الفخذ إلى شرايين القلب يتم حقنها بمادة صبغة تصل إليه عن طريق سلك، وبيان إذا كانت الصبغة وصلت لكل شرايين القلب أم لا يتم تصويره ورؤية الشرايين، مع الأخذ في الاعتبار أن الأشعة المقطعية أقل دقة من القسطرة في تصوير القلب والشرايين.
سبب الانتشار
أرجع «د. الوكيل» السبب الرئيسي في انتشار إجراء القساطر التشخيصية إلى أن نسب نجاحها بلغت 99% وأصبح الأطباء على دراية بها واطمأنوا من عدم وجود مشكلات بها وارتفاع نسب تشخيص ضيق شرايين القلب، لافتا إلى أنه تلاحظ خلال الفترة الأخيرة زيادتها في الشباب والأعمار الصغيرة، بسبب المخدرات وتجرى جراحات تغيير شرايين القلب بسبب ذلك.
وتابع: القساطر وتركيب الدعامات متوفرة في منظومة الرئيس للقضاء على قوائم الانتظار وتجرى بشكل واسع والآن لا يوجد مريض يحتاج إلى قسطرة وتركيب دعامة لا يجد له مكان، كما أن القسطرة التشخيصية تجرى للمريض إذا وجد الطبيب مشكلة في شرايين القلب يركب دعامة مباشرة، وليس أي ضيق في الشرايين تصلح له الدعامة، لأن هناك أنواعا لا يمكن معها تركيب دعامة لأن نتائجها ستكون ضعيفة، فمثلا في مرضى السكر تكون نتيجة الدعامة أقل، ويظن بعض المرضى أن القسطرة وتركيب الدعامة بديلا عن إجراء الجراحة، مؤكدا أن القسطرة لا يمكن أن تكون بديل الجراحة والعكس.
"نقلا عن العدد الورقي..."