الهلالي والخرباوي وما يطلبه المشاهدون!
قبل أيام استضاف الدكتور سعد الدين الهلالي، في برنامجه على الفضائية المصرية "كن أنت"، الأستاذ ثروت الخرباوي، فقدما على الشاشة، عملا نموذجيا مر به الوقت، دون أن يشعر أحد حتى تأمل أن يطول بهما الوقت أو تحصل كمشاهد على وعد بحلقة إضافية!
الدكتور الهلالي، علامة مهمة في طريق التجديد الإسلامي.. لم يقل كغيره إنا وجدنا آباءنا على أمة "ولم يقبل أن يتحول إلى أسطوانة"، تردد ما تناقله من قبله، ولكنه أدرك أنه مكلف بالاجتهاد، والاجتهاد يعني بذل الجهد والتفكير في استنباط الأحكام، وأدرك أيضا أن دور عالم الدين، أن يطابق الشرع على الواقع وطالما تغير الواقع.
فلا بدّ من أحكام جديدة يكون الإنسان فيها الغاية الأساسية لأن - فضيلته - يعلم أن الله سبحانه أنزل الأديان لسعادة البشر، وقرر الأحكام لتنظيم شئونه وحياته.. ولذلك فما يفعله الدكتور الهلالي لا يكون على هوى، وفهّم الكثيرين، فقد عاشوا طويلا على خلاف ذلك، وتربوا أن هناك من يقرر لهم ليس لأنه الأقدر والأكثر فهما وتفكيرا وإنما لأنه الأكثر حفظا عن السابقين فأغلب ما نسمعه من روايات وأحكام في برامج الفتوى؛ من إنتاج القرن الثاني الهجري أو الثالث والرابع على الأكثر، ولم نستطع حتى تقليد السابقين، ونفكر مثلما فكروا!
"الخرباوي" مجاهد حقيقي يحمل منذ سنوات عبء كتابة تاريخ جماعة الشرّ من جديد، ولا يقف في ذلك شجاعا فحسب، بل نجده يقدم آراء واجتهادات دينية تستحق الاحترام، ليجمع بين المؤرخ والمفكر، وهو أحد الحكائين الرائعين يمتلك قدرات كبيرة على رواية المواقف والأحداث بما يخطف مسامع واهتمامات متابعيه..
والمدهش أنه رغم كل ذلك فلم يدع لتقديم برنامج واحد على أية قناة فضائية، رغم أهمية الملف الذي يحمله، وفي الوقت الذي دعا ذلك طوب الأرض من فاقدي الحضور والجاذبية والثقافة ومن لا يملكون أي ملفات لقضية عرفناهم بالدفاع عنها وتبنيها!
نقترح على القامتين أن يلتقيا مرة على الأقل كل شهر.. نشاهد ثنائيات أخرى كـ"ناقر ونقير"، وثنائيات أخرى تجعهما جلسات "أنس" أكثر منها جلسات وعي وعلم..
نريد ان يعرف الناس.. نريدهم
يحترمون الشاشة ويجلسون امامها ويدعون ابنائهم وزوجاتهم للجلوس.. يكفينا ما نشاهده من
تشوهات اعلامية تقترب في بعض الحالات الي بث مباشر من عنابر الامراض العقليه !