"الشعشاعي" بالبحيرة.. قرية أوائل العالم في حفظ القرآن الكريم (فيديو)
تعد قرية "الشعشاعي" التي تبعد عن قرية الشعراوي التابعة لمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، بضعة كيلو مترات، فريدة من نوعها حيث تميزت بكونها صاحبة المراكز الأولى على العالم في القرآن الكريم لثلاث سنوات متتالية.
فمن "سارة محمد محمد زكريا" الأولى على العالم في القران الكريم في المسابقة العالمية التي تنظمها وزارة الأوقاف المصرية عن العام 2019، مرورًا بـ "رميساء السيد السعدني" الأولى على العالم في نفس المسابقة عام 2017 و"السيد ناصر" الثالث على العالم في المسابقة ذاتها عام 2018 ومعهم متسابقان في التصفيات النهائية شاركا "سارة" نفس الحلم الذي حققته، وبينهم مئات الأطفال الذين يستعدون لنفس المسابقة، يفترشون باحات تحفيظ القرآن، متسلحين بالهواء النقي والصحراء الشاسعة.
تعود حكاية القرية قبل ستة أعوام عندما قرر بعد الأهالي الاستعانة بـ"محمد عسكر" أحد أبناء القرية للبدء في تحفيظ ما يقرب من 20 طفلًا للقرآن الكريم، فتلتحق "رميساء" بعد 3 أعوام من بدء حفظ القرآن بالمسابقة العالمية فتحصل على المركز الأول فتنتقل الرغبة إلى مختلف أبناء القرية فيحصدون نفس المركز والمراكز الأولى لثلاث سنوات متتالية في الوقت الذي يستعد ما يقرب من 200 طفل للاشتراك في نفس المسابقة في الأعوام المقبلة.
قالت "رميساء" 13 عامًا، وهي أول بنات القرية من أوائل العالم في المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي تنظمها وزارة الأوقاف، إنها سعيدة بكونها أول وليس آخر أبناء القرية من الفائزين بنفس المسابقة بعد 3 سنوات من الحفظ، مشيرة إلى أن والدها كان سعيدًا بتفوقها في القرآن كما تفوقت في المدرسة، معبرة عن سعادتها بتكريمها من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف "السيد ناصر" الثالث على العالم في حفظ القران الكريم عام 2018، أنه حفظ القرآن الكريم في 3 سنوات بدأها في الصف الثاني الابتدائي وأتمه وهو في الصف الخامس الابتدائي، في نفس العام الذي حصل فيه على المركز الثالث، متمنيًا أن يلتحق كل أطفال مصر بالمسابقة العالمية التي تنظمها وزارة الأوقاف، موضحا أن شقيقه يستعد لدخول المسابقة في العام المقبل.
وتابع "رحيم مصطفى رحيم" و"بسمة فايز مبروك" أوائل الجمهورية في 2018 والمتسابقين من نفس القرية مع سارة محمد زكريا في التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم، أنهم فرحوا بفوز ابنة قريتهم ما دفعهم للحصول على نفس المركز في العام المقبل مع 200 من أطفال القرية الذين يحملون في قلوبهم إصرارًا على حفظ القرآن الكريم وتشريف مصر.
وأوضحت سارة محمد محمد زكريا الأولى على العالم في نفس المسابقة عام 2019 أنها سعيدة بفوزها بعد فوز 2 من أبناء القرية في نفس المسابقة بالعامين الماضيين، معربة عن تقديرها لمجهودات محمد عسكر محفظ القرآن بالقرية وأهالي القرية ووالديها.
وأشار الشيخ محمد عسكر محفظ قرآن، إلى أنه بدأ تحفيظ أبناء القرية من الأقارب والمعارف قبل 6 أعوام قبل أن يزيد العدد بعد فوز "رميساء" بالمركز الأول عالميًا وبعدها "السيد" ثم "سارة" في العامين الماضي والحالي، معربًا عن تقديره لمديرية أوقاف البحيرة التي ترعى المواهب القرآنية، داعيًا لتكريم أبناء القرية من الأوائل ورعايتهم، مؤكدًا أن أهم ما يميز القرية هي تعاونها على الخير بعيدًا عن أي أهواء أو اتجاهات.
وأكد أحد الأهالي أنهم منذ بدء تحفيظ أبنائهم للقرآن وجدوا بركة في أرزاقهم، مشددا على أنهم يرفضون أي تيارات سياسية أو دينية ويرغبون فقط في رفع اسم مصر وتشريفها من خلال أبنائهم النوابغ، مطالبًا الدولة بالاهتمام بالقرية التي ينقصها الكثير من الخدمات فهم بحاجة لمدرسة إعدادي لتستوعب أبناء القرية الذين يزيدون عامًا بعد آخر، وتفعيل دور الوحدة الصحية التي تغلق أبوابها في كثير من الأحيان ما يدفعهم للذهاب لمستشفى النوبارية، مشيرا إلى أنه مستعدون للتبرع بقطعة أرض لاستكمال خدمات القرية.
وقال الشيخ محمد شعلان وكيل وزارة الأوقاف بالبحيرة إنه ذهب لقرية الشعراوي للإحتفاء بـ9 من أبناء القرية من الحاصلين على مراكز على مستوى الجمهورية والعالم في القرآن الكريم بينهم أبناء قرية الشعشاعي، معربًا عن تقديره لمجهود الأسر في تلك القرى ودعم الأوقاف لهم لرعايتهم بعد أن شرفوا مصر وعبروا عن معدنها الجميل.