رئيس التحرير
عصام كامل

"فيتو" داخل أول وحدة لمواجهة الإلحاد..أنشأها الأزهر للرد على أسئلة الملحدين وكشف الشبهات حول الأسئلة الحائرة.."الحديدي": نعمل على نشر الفكر الصحيح لآيات الله.. وحجم الإقبال يعكس ثقة الشعب في المؤسسة

فيتو

طبقًا لدراسة نشرها موقع "ريد سي" التابع لمعهد "جلوبال" العالمي" العام الماضي، فإن مصر تحتل المركز الأول بين الدول العربية في نسبة الإلحاد، حيث يوجد بها 866 ملحدًا، وهو ما يعتبر رقم ضخمًا في بلد توجد به أكبر مؤسسة دينية في العالم وهي الأزهر الشريف، ومعروف عن شعبها أنه "متدين بطبعه"، وأن النزعة الدينية هي التي تحكم تصرفاته وأفعاله.


"الأزهر الشريف" بدوره لم يقف مكتوف الأيدي أمام تلك الظاهرة التي أخذت في التمدد، وأصبحت تمثل خطرا حقيقيا على عقول الشباب، حيث تم الإعلان عن تدشين وحدة "بيان" لمواجهة الإلحاد والفكر الديني، وذلك من خلال قسم الأديان والفكر بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، لتكون قاعدة ينطلق منها الأزهر لمواجهة الأفكار والشبهات التي تخطر على عقول الشباب.

"فيتو" بدورها زارت مقر الوحدة الجديدة بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وفى السطور التالية نرصد لكم آلية العمل داخلها.

أول ما يلفت النظر داخل الوحدة قسم الاتصالات الهاتفية، الذي يقوم بتلقي المكالمات من راغبى الفتوى، ومن أراد أن يسأل عن أي شيء، وكذلك الحال بالنسبة لقسم الفتاوى النسائية، الذي يعمل به مجموعة من "المفتيات" اللاتي تم تدريبهن على التعامل والرد على كافة الأسئلة، خاصة النسائية، التي ترد إلى المركز، كما يوجد قسم الأديان والفكر الذي تنبثق منه وحدة "بيان"، حيث يعمل أفرادها على تلقى كافة الاتصالات التي تأتي من الشباب الذين لديهم بعض الشبهات أو الأسئلة التي يرغبون في إيجاد أجوبة لها والرد عليها بشكل عملى وفي سرية تامة، وفي حالة تعذر ذلك يتم تحديد موعد من أجل عقد لقاء مع المتصل بمقر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

أهداف الوحدة
الدكتور أسامة الحديدي، المشرف العام على مركز الأزهر العالمي لفتوى الإلكترونية، أكد أن الهدف الرئيسي من وحدة "بيان" هو مواجهة الإلحاد والفكر اللا ديني، انطلاقًا من دور الأزهر الشريف الدعوي والتعليمي والثقافي والمعرفي، في نشر صحيح الدين والمفاهيم الصحيحة والوسطية التي تعبر عن الدين الإسلامي الصحيح، مشيرا إلى أن من أسباب إنشاء الوحدة هو أنه في الفترة الأخيرة زادت نسبة الاتصالات التي ترد إلى قسم الفكر والأديان بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، سواء من أولياء الأمور والأمهات أو من بعض الشباب الذين يسألون عن بعض الشبهات الدينية.

وأوضح أن معرض القاهرة الدولي للكتاب الأخير كان له دور كبير أيضًا في خروج هذه الوحدة من خلال احتكاك الأزهر المباشر مع الشباب ورواد المعرض، ومن خلال الأسئلة التي كانت ترد لأعضائه، وقد مثل هذا الأمر دفعة قوية للعاملين في مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية للخروج بهذه الوحدة والإعلان عنها، موضحا أنها تستهدف حماية الشباب في الفئة العمرية من 15-17 عاما إلى سن 35 سنة، لأن هذه الفئة هي الأكثر طرحًا للأسئلة المتعلقة بالشأن الديني.

وأضاف: "في بعض الحالات بعض الشباب يريد أن يخرج من عباءة الأديان ليبيح لنفسه ما وضعت له الأديان حدا، فيريد أن يخرج على هذه التعاليم والحدود حتى يكون بلا قيود، وهذا يسمى بالإلحاد العبثي، وهناك نوع آخر من الإلحاد وهو الإلحاد "لا أدري" وهو مرحلة يصل إليها الإنسان عندما يكون اقتناعه بوجود نصوص دينية 50% وعدم اقتناعه بوجودها يمثل 50% أيضًا، وهذا يكون صيدا سهلا لمن يحاول الوصول إليه سواء من الاتجاه المنكر أو المثبت أو المؤمن بوجود الله ووجود آياته، والشاهد هنا أنه كان لزامًا على الأزهر الخروج بتلك الوحدة كشأنه في معالجة المشكلات المجتمعية، كما تعرض المركز قبل ذلك لظاهرة انتشار الطلاق، وأطلق وحدة "لم الشمل" لتعمل على الحد من انتشار تلك الظاهرة، وكذلك الحال بالنسبة لبرنامج التوعية الأسرية والمجتمعية".

أماكن الاستقبال
وأضاف "الحديدي" لـ"فيتو" أن مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أسس له مراكز استقبال في كافة محافظات الجمهورية، وهذه المقرات مخصصة لأي نشاط يختص به المركز، فلو كانت هناك أي مشكلة لدى أي أسرة في أي محافظة فأنا أدعوه أن يذهب إلى مراكز الأزهر المعلنة من قبل ليستقبله زملاؤنا لفحص الحالة ويثبتون بياناتها ويكتبون جزءًا من هذه المشكلة لنأخذ عنها فكرة لنبدأ التعامل معها بعد ذلك، مؤكدًا أن كل هذا هدفه الوصول إلى الاستقرار النفسي والمجتمعي، لأن الإنسان إذا أزال الحدود الشرعية والدينية من أمام عينيه فإن الحدود الشرعية تمنعه من فعل المحرمات، ولو أزالها فإنه لن يكون هناك أمامه رادع يمنعه من فعل المنكرات.

وأوضح أن عمل اللجنة لا يقوم فقط على مواجهة الإلحاد، وإنما يعمل على توضيح مراد آيات الله لأن الكثير من جماعات التطرف عملت خلال الفترات الأخيرة على تأويل آيات الله على خلاف تأويلها الصحيحة وعلى خلاف ما إرادة الله تعالى، مؤكدًا أن الإقبال الذي تشهده الوحدة منذ الإعلان عن إنشائها يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها الأزهر بين أبناء الشعب المصري، لأنه يمثل جزءًا هامًا من تشكيل هوية وثقافة الشعب المصري.

آلية عمل الوحدة
من جانبه قال الشيخ إبراهيم جميل، عضو وحدة بيان بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: إن الوحدة أتت للرد على تلك الشبهات والتساؤلات بشكل صحيح، خاصة أن الإجابة هنا لا تقتصر على الجانب الدينى فقط، وإنما تشمل أيضًا الجانب العملي والشرعى والمعرفى، مشيرا إلى أن آلية العمل داخل الوحدة تقوم من خلال تنظيم العديد من اللقاءات وورش العمل والحوارات في مراكز الشباب والجامعات والنوادي وفي كافة التجمعات الشبابية، وأن الهدف من هذه التجمعات هو مناقشة بعض الشبهات والمسائل التي تكون لدى الشباب، ويعمل أفراد الوحدة على استقبال هذه الأسئلة أو الاستفسارات والرد عليها، إما بأسلوب سري مع الشباب الذين لديهم تلك التساؤلات، أو من خلال الندوات والاجتماعات العامة التي يكون فيها كل الأسئلة مباحة للجميع، موضحًا أنه يمكن الوصول للوحدة من خلال الاتصال على الرقم المخصص لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وهو "19906" ثم اختيار قسم الفكر والأديان، والذي يتكون من مجموعة من الدعاة الذين يشتركون في وحدة بيان لنقد الإلحاد والفكر اللاديني، ويمكن للمتصل أن يسأل عن كافة الأسئلة والشبهات التي لديه وإن لم يحصل على إجابة كافية يمكنه تحديد موعد ويأتى لعقد لقاء مع أحد أفراد الوحدة.

أسباب انتشار الإلحاد

وأضاف "جميل" أن إشكالات المعرفة التي تواجه الشباب في العصر الحالى هي إشكالات كبيرة جدًا خاصة في عصر الفضاء المفتوح، ومع سهولة وصول الشباب إلى عالم الإنترنت والفضاء المفتوح فإن الأمر يصبح أكثر تعقيدًا، مؤكدًا أن الوحدة تعمل على بناء شباب قادر على رد الشبهات بأسلوب يقينى بالإضافة إلى زيادة المناعة الفكرية لدى الشباب الذين، موضحًا أن من أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد في العصر الحاضر هو عصر الفضاء المفتوح والإنترنت، بجانب سهولة الوصول إلى المعلومات التي قد تكون خاطئة أو تفسيرات خاطئة عن الدين، خاصة أننا في عصر لا يستطيع الإنسان أن يمنع نفسه من التساؤل وقد تكون الإجابة عليه غير صحيحة، فالوحدة هنا تقوم بالوصول إلى التجمعات البشرية وتعمل على الإجابة على هذه التساؤلات بأسلوب مباشر.


"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية