رئيس التحرير
عصام كامل

المنافقون!


عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، وعن عبد الله بن عمرو أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).


وترتيبًا على ذلك يصبح جليًا وواضحًا لدينا وضوح الشمس، طبقًا لما أخبرنا به رسولنا الكريم أن الصفات الخمسة التي يتصف بها سلوك المنافقين هي: الكذب، وإخلاف الوعد، والخيانة، والغدر، والفجور عند المخاصمة.

وهو ما يستوجب معه أن أهدى هذين الحديثين الشريفين بالغى الأهمية إلى العديد من المسؤولين والإعلاميين، والشخصيات العامة، ورؤساء الأحزاب، وبعض أعضاء مجلس النواب الذين أصبحنا نراهم يزيفون وعى الناس ليل نهار، ويمارسون سلوكيات النفاق البغيضة على أوسع نطاق دون أدنى حياء أو خجل، ودون أي رادع أو وازع من دين أو أخلاق أو خشية من الله جل وعلا، فقط أريد أن أذكركم مصداقًا لقول الله تعالى "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين".. أن الحياة زائلة، وأن ما تزرعونه اليوم ستحصدون نتائجه غدًا لا محالة، كما أرجو أن تنتبهوا إلى مدى ما تفقدونه من رصيد مصداقيتكم وسمعتكم لدى جموع الناس، ومدى ما تحصدونه من ذنوب في نفس الوقت لدى الله العزيز الحكيم، واعلموا أن كل الأسباب الدنيوية التي تمارسون بسببها سلوكيات النفاق هذه، قد يزيلها الواحد القهار في لحظات خاطفة..

فما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، والدروس والعبر الإلهية لمن يريد أن يتفكر ويتعظ ويعتبر لا حصر لها، ورأيناها جميعًا رؤى العين على أوسع مدى في السنوات الأخيرة.

أدعو الله أن ينير بصائركم، وأن يرزقكم الحكمة في القول والعمل لأنه "يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرًا كثيرًا وما يذكر إلا أولو الألباب" صدق الله العظيم.

والله من وراء القصد.
الجريدة الرسمية