فرنسا وحريق الكاتدرائية
فرنسا دولة عريقة في الاستعمار، بعد غزوها لمصر، دخل خيلها الأزهر الشريف، هزمها المصريون وطردوها من مصر، وسمّاها الجهلاء الحملة الفرنسية، وانتصرت عليها الجزائر وهزموها بعد أن كانت تسمى الجزائر أرضا فرنسية.
كانت فرنسا تصارع بريطانيا في الهيمنة على البحر المتوسط وبلاده، بنيت كاتدرائية نوتردام منذ نحو تسعة قرون، والواقع يقول إنها تحفة معمارية رائعة، جسدت فنا معماريا أصيلا عبقريا في زمنها.. لكنها لا تقارن بالفن المصري القديم فن الفراعنة الذي لم يخلق مثله في البلاد..
تعرضت هذه الكاتدرائية إلى حريق مروع، وحزن الفرنسيون على دمار مثل هذا الأثر الكاثوليكي، ودُمر برج spire بسبب النيران، لم يستطيع ٤٠٠ من رجال الإطفاء السيطرة على الحريق، وإنقاذ برجي الأجراس والزجاج الملون، وأغلب القطع الأثرية في الداخل، تبرع الكثير من الأغنياء ورجال الأعمال؛ لإعادة ترميم هذا الأثر الفرنسي. فالكاتدرائية يزورها نحو ١٥ مليونا سنويا من نحو ٦٠ مليونا سائحا يزورون فرنسا.
ونؤكد أن مصر بها من الآثار ما يجعل من كاتدرائية فرنسا حبة فول.. والمهم هل لدينا من الكوادر والمعدات ما يحافظ على هذه الثروة التي لا تقدر بمال ولا بنون؟، ثروة قومية لا يساويها شيء في هذا العالم، ولا على سطح المعمورة..
السياحة علم واقتصاد وفنون وخدمات، والأهم أن ندرك قيمة ما نملك، ونفهم كيف نعرض ما لدينا من تراث إنساني؟، القاهرة كمدينة فيها ثقافات الإنسانية كافة، من تاريخ ولغة وديانة وحضارة غائرة في عمق التاريخ، جمعت ما بين الفرعوني والقبطي والإسلامي؛ مثلا دير سانت كاترين والكنيسة المعلقة ومعبد الأقصر والأزهر والقلعة وكليوباترا فاتنة الدنيا وحسناء الزمان، يوجد الكثير مما لا نعرف قيمته حتى الآن..