مفيد فوزي: جمعية الرفق بزوجات شبرا

في مجلة صباح الخير عام 1957 كتب الكاتب الصحفى مفيد فوزى مقالا قال فيه:

جمعية جديدة تقدمت هذا الأسبوع إلى وزارة الشئون الاجتماعية تطلب تسجيلها وهى جمعية الرفق بالزوجات والأبناء ومقرها أرض رائف بشبرا.

فمنذ عامين ونصف انتهى البناءون من بناء 45 عمارة في حى سمى بالعشرة، حيث ائتلف سكان العمارات ببعضهم البعض وتزاوروا وبدأت كل زوجة تحكى لصديقاتها مشكلات بيتها.

وذات يوم فوجئت إحدى السيدات وهى زوجة محامى بزوجة صديقة لها تأتى إليها في الفجر تشكو لها من زوجها وقالت الزوجة: لقد اعتاد الزوج أن يسهر في المقاهى والنوادى الليلية ليلعب القمار ويخسر أموالا كثيرة مما يهدد بيتها بالخراب.

وعندما هددته الزوجة بالطلاق إذا تأخر بعد العاشرة تصبح يجيء بأصدقائه إلى البيت ويلعب القمار على مسمع ومرأى من زوجته وأولاده ناهيك عن الألفاظ البذيئة التي يتناولها الضيوف أمام الأبناء، وقالت الزوجة إنها جاءت لتطلب من زوج جارتها المحامى أن يرفع لها قضية طلاق.

وحكت الزوجة لزوجها المحامى حكاية الجارة وكان يوم الجمعة فحكى المحامى لإمام المسجد الحكاية طالبا معاونته في إعادة السكينة إلى بيت الزوجية.

واصطحب الشيخ عبد السلام البرهومى، المحامى فتح الباب، وعز الدين الشيخ المدرس بشبرا الثانوية إلى منزل الزوجة الشاكية، واستقبلهم الزوج وبدأ الإمام يتحدث عن القمار وأن هناك بيتا سوف ينهار بسببه، وناشد المصلين تكوين جمعية تحارب هذه الموبقات العائلية.

وتصادف مجيء واحد من الديانة مطالبين بمبلغ 7 جنيهات وإلا قتله ورفض أصدقاؤه المقامرون سداد الدين على أن يسددها الزوج على أقساط، وكتب الزوج للمحامى توكيلا بقبض مرتبه ودفع الديون والصرف على بيته.

وتألفت الجمعية من الشيخ البرهومى والمحامى وعز الدين الشيخ وأحمد المصرى وقرأوا الفاتحة على العهد وكتب الشاعر مصطفى الضمرانى في الأهرام عام 2005 يقول إن هذه الأغنية كان الملحن محمود الشريف يعتز بها كثيرا، وقد استغرق تسجيلها أسبوعا وأجريت بروفاتها في معهد الموسيقى، كما اختارها حسين الشجاعى مسئول الموسيقى بالإذاعة لتغنى في رمضان حتى أصبحت من الألحان المميزة لشهر رمضان.

وقال البرشومى إن هناك إخوانا أقباطا في الحى لذلك سنضم الأب متى إلى الجمعية، ووافق الباقون إضافة إلى ضم طالبة جامعية ليستعين بها في المشكلات الخاصة، التي توصلت فيها إلى وجود فارق في السن بين الزوج والزوجة نتج عنه مشكلات عديدة وان الزوجة المصرية هي التي تشعل النار فيه.

واشتهرت الجمعية وتفاعلت مع مشكلات الأزواج والبنات وتقوم بإصلاح ذات البين في البيوت وجمع النقود لدفع المهر على أن يسدد على أقساط.