اغانى رمضان.. من هو أحمد عبد القادر مبدع "وحوى يا وحوى"؟
لا تزال أغنية وحوي يا وحوي من الأغانى التي أصبحت علامة مسجلة في شهر رمضان ولا يمكن أن يمر الشهر دون أن تتردد في الأرجاء، ولا تزال كلماتها يتغنى بها الصغار والكبار، تصحبنا كلماتها إلى طقوس شهر الصيام وأجوائه.
وبالرغم من الشهرة التي حظيت بها هذه الأغنية من بين الأغانى الرمضانية التي اعتدنا سماعها، إلا أن الكثير ممن حفظوا هذه الأغنية والمرددين لها لا يعرفون اسم الفنان الذي أطربنا بها وهو أحمد عبد القادر، ومن يعرفه قد لا يعلم الكثير عنه وعن إبداعاته الأخرى، وفى هذه السطور نقدم معلومات عن ذلك الفنان الذي أبدع أيقونة من أيقونات أغانى رمضان.
حياته
ولد المطرب والملحن أحمد عبد القادر عام 1916 بمحافظة الشرقية، كان عاشقًا للفن منذ نعومة أظفاره وكان يحرص على حضور حلقات الذكر مع والده، وحينما وصل إلى عمر الـ 12، بدأ في الغناء لكوكب الشرق أم كلثوم، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وفى مرحلة تقرير المصير، قرر بكامل إرادته أن يدرس الموسيقى بمعهد فؤاد للموسيقى، وتخرج عام 1939 بعد حصوله على دبلوم الموسيقى، ثم عُين صاحب واحدة من أشهر اغانى رمضان مدرسًا للموسيقى بوزارة المعارف (التربية والتعليم حاليًا) عام 1945.
تاريخه المهنى
يُعد أحمد عبد القادر من الملحنين الأوائل الذين تعاملوا مع الإذاعة المصرية بعد افتتاحها عام 1934، ولقد كان عبد القادر ملحنًا بارعًا فقد كان ملحنًا لأغاني حظيت بنجاح كبير مثل أغنية "جميل واسمر" لمحمد قنديل، و"يا هاجر بحبك" و"أول ما سهرت يا قلبي" للجميلة نجاة الصغيرة، و"غريب الدار" لعبده السروجى، و"ياغالى" لهدى سلطان، بخلاف تلحينه لأغنية أخرى لفايزة أحمد وصالح عبد الحى.
ولم يقتصر تاريخ أحمد عبد القادر المهنى على التلحين فقط، فقد قدم عددا من الأغنيات كمطرب، على رأسها أغنية "وحوى يا وحوى" الشهيرة، ولكن أغنياته الأخرى لم تلق النجاح والشهرة التي نالتها تلك الأغنية الأبرز بين اغانى رمضان، وبالرغم من أن كثيرين قد يعتقدون أن هناك مطربين أمثال عبد الحليم حافظ ونجاة أول من تغنوا بكلمات الشاعر نزار قبانى، إلا أن أحمد عبد القادر كان أول من قام بغناء وتلحين كلمات قباني في أغنية "كيف كان" ولكنها لم تحظ بالشهرة الكافية مقارنة بغيرها من الأغنيات التي اعتمدت على كلمات نزار قبانى.
كما غنى عبد القادر أيضًا أغنيات لحنها كبار الموسيقيين مثل السنباطى، حيث غنى من ألحانه أغنية "الحج"، و"الخضرة تنعش فؤادى"، و"أنا أحبك"، كما غنى من ألحان الموسيقار محمد القصبجى أغنية "آه يا قمر"، وغنى لزكريا أحمد "امتى الهوى"، وغنى أيضًا من ألحانه أغنية "امتى نعود لك يا نبى"، و"دق يا مسحراتى"، وأغنية "يا حبيب الله يا سيد الكون" و"على عرفات"، وأيضًا أغنية "جانا كتاب الله والنور".
هجرة الفن
و في عيد الفن عام 1980 حصل أحمد عبد القادر على جائزة الجدارة، ولكنه هجر الفن في أيامه الأخيرة، وانخرط في حالة من التصوف، وتحول في السنوات الأخيرة من عمره إلى مبتهل بالإذاعة المصرية، ومقرئ للقرآن بمسجد الحسين، وفي شهر يوليو عام 1984 شاء القدر أن يرحل أحمد عبد القادر عن عالمنا تاركًا بصمة لن تُنسي، ولا يزال صدى صوته يتردد في قلوب المصريين قبل أسماعهم بأغنية "وحوى يا وحوى" التي تُعد وردة في بستان اغانى رمضان.