نزيه رزق.. المصور العالمى الكفيف 1
يجسد المصور المصري الكفيف "نزيه رزق".. حالة جديدة وفريدة في تحدي إعاقة البصر، إذ تخصص وبرع في مجال، يعتمد في الأساس على البصر والرؤية.. وإن كان فقد بصره في سن مبكرة من حياته، فإنه تمكن من رفع كفاءة حواسه الباقية وتنمية القدرة على الربط بينها.. فكان أول من أطلق تعبير: تكنولوجيا الحواس، وحقق شهرة طاغية في مجال التصوير الفوتوغرافي.
نزيه رزق، الذى يزور القاهرة حاليًا، ليس مجرد مصور كفيف، ولكنه مصور محترف، على أعلى درجة من المهنية والإتقان فى عمله، حتى إنه حصد العديد من الجوائز، وأطلقوا عليه فى الولايات المتحدة الأمريكية لقب "رائد المكفوفين فى العالم". ليكون آية من آيات الله في كونه .
ولد نزيه رزق في حىّ شبرا في 10 فبراير 1960، وفقد بصره في العام 1976، إثر مشاجرة مع أحد زملائه في المدرسة الثانوية - إذ سدد إلى وجهه وعينيه لكمات عدة، أفقدته بصره، ولم تفلح أية محاولات طبية لإعادته من جديد.
بدأت علاقته بالكاميرا.. عندما كان في لندن، حيث أعطاه صديق كاميرا، وأخذ يعلمه كيف يتعامل معها، وشرح له جميع الفنيات المتعلقة بالتصوير، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة، وحصل على درجة الماجستير، ثم الدكتوراه بجامعة كولومبيا عن التصوير الفوتوغرافي بتكنولوجيا الحواس، وسمحوا له بالتسجيل بعدما تأكدوا أنه كفيف بنسبة 100٪، وكان قد حصل على درجة الليسانس في علم الاجتماع قبل أن يترك القاهرة، حيث يتردد على مصر سنويًا ليعرض أعماله الفنية.
يعتبر نزيه أن التحدى الأكبر هو التصوير بالحواس لا بالعين، وفي سبيل التغلب على ذلك .. قال : بدأت التدريب بشكل يومي على استخدام الحواس، فمثلاً أسمع التليفزيون وهو منخفض الصوت تمامًا، فهذا تدريب الأذن، أما غليان الماء فأعرفه من رائحة بخار الماء، وأما شروق الشمس وغروبها.. فأعرفه من الحرارة التي تختلف من وقت لآخر.. كما أستعين بحفيف الشجر في تحديد المسافة وأبعاد المكان، من خلال الهواء، الذي يتخلل أغصان الشجر، وبالتركيز أستطيع سماع حفيف كل ورقة.
ويؤكد.. أنه لم يصل إلى هذه النتائج سريعًا، بل استغرقت منه سنوات ولا تزال هذه التمارين مستمرة حتى الآن.. ونكمل غدًا.