رئيس التحرير
عصام كامل

فين "الإسلام هو الحل"؟!



"الإسلام هو الحل": شعار أطلقته جماعة الإخوان قديماً، لاستخدامه فى الانتخابات البرلمانية المختلفة وكلما كانوا يُسألون حول مضمونه، كانوا يجيبون باجابات مُبتسرة لا توضح كنه الشعار أو معناه. وها هم في الحكم اليوم، ولا يوجد بارقة أمل فى أن يحلوا أى مشكلة لأنهم  لا يمتلكون حلولاً من الأساس، بل أصبحوا هم المُشكلة الأكبر!! إن شعارهم هذا يظل شعاراً، ليثبتوا أن الإنسان هو من يبتكر الحل، أياً كان الدين الذى ينتمى إليه، وما الغرب إلا خير مثال على ذلك!!

لقد استُغلوا  شعار "الإسلام هو الحل" لدغدغة عواطف العوام والبُسطاء من الجهلة، وجعلهم يستشعرون أن الإخوان سيُطبقون الدين بحق، فإذا بهم يعتدون على هذا الدين يومياً ويسيئون له، بل ولا يملكون حتى الفهم المُعتدل والحنيف له!!

يكذبون على الناس باسم الشعارات الدينية، دونما إيمان بها. يوزعون عليهم الزيت والسكر، لشراء أصواتهم وقت الانتخابات، فإذا ما ولت، تركوهم يتضرعون إلى الله لإخراجهم من فقرهم، دونما أن يمدوا أيديهم أو يحلوا مُشكلاتهم. يحلفون بالله ويحنثون القسم. يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون في الظلام، ما يقولون عكسه فى العلن!! فهل هذا كله من الإسلام فى شىء؟ وهل هكذا تكون جماعة الإخوان ربانية، كما وصفها أحد أعضاء مكتب الإرشاد مؤخراً؟!

ثم إن الدين بالنسبة لهم، ومما أوضحوا حتى الآن، ما هو إلا عنوان، يستخدمونه كجسر للعبور إلى السُلطة، والسيطرة على الناس وحُكمهم بأسوأ من كل ما مضى، وإن كانوا تعذبوا فى سجون عبد الناصر، فإننى على يقين، بأنهم إذا ما امتلكوا كل السلطة، سيكونون أسوأ بمراحل ممن عذبهم فى تلك السجون، لأن تهديداتهم ووعيدهم لكل مخالف، باسم الدين، تدل على ذلك، بينما الدين منهم براء!!

ثم إن لديهم العديد من الأزمات النفسية، التى تتعارض كُلياً مع سماحة الدين. فلا تجد لديهم "سلام نفسي"، ويشعرون دوما أنهم مُتعقبون من الشرطة أو من معارضيهم، حتى إن الاتهام بأن هناك من خطط لخطف مرسي، يجعل الإنسان يندهش من "مُراهقة فكرهم". إنهم يعانون أيضاً من "عُقدة الأنا"، ولا يرون حولهم غيرهم. وبالطبع فإنهم طيلة الوقت يستخدمون الحيل والخدع لتمرير سياساتهم، واستباق قرارات لخلق "الأمر الواقع" لمصلحتهم وليس لمصلحة الشعب، وكأن المواطنين من إسرائيل، وهو ما يجعل مُجمل قراراتهم باطلة!!

كل هذا لا يمت للإسلام بصلة، بل إن كل الأديان تستهجنه!! لقد استخدم الإخوان شعار "الإسلام هو الحل"، وهم يعلمون أنه مجرد شعار، ويدعون فهم السياسة، بينما هم لا يبرعون إلا فى "التآمر" في الظلام، وليس العمل السوى فى العلن. ولذا، ولأنهم قوم شعارات فقط ولا يستطيعوا العمل فى النور، ويعملون ضد الدين والوطن معاً بنفسيات مريضة، فإن مآلهم السقوط المؤكد!!

وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية