رئيس التحرير
عصام كامل

هاآرتس: صفقة القرن عملية حساسة وأمريكا لم تعد وسيطا متفقا عليه

الرئيس الأمريكي،
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب

تساءل تقرير إسرائيلي هل "صفقة القرن" للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب هي حقا "خطة سلام"؟، مشيرًا إلى أنه كما هو الحال في العديد من الحالات التاريخية، فإن دور الوسيط في المفاوضات، ووضعه ليس هدية من السماء، بل دور يجب كسبه والحفاظ عليه.


وأضاف التقرير الذي نشر اليوم الأربعاء، في صحيفة "هاآرتس" العبرية، أن المشكلة هي أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا متفقا عليه، وهذه أخبار سيئة للغاية بالنسبة لإسرائيل.

وأشار إلى أنه في سبتمبر 1978، خلال مؤتمر كامب ديفيد للسلام، قدم الرئيس الأمريكي السابق، جيمي كارتر إلى الممثلين الإسرائيليين والمصريين وثيقة أمريكية كانت بمثابة مسودة للاتفاق بين البلدين، والتي كانت الأساس للمناقشات في المؤتمر وبعد سلسلة من التعديلات وصلت الأطراف إلى الصيغة النهائية للاتفاقية.

وتابع: إنه بعد مرور 22 عامًا، حاول الرئيس الأمريكي وقتها بيل كلينتون الترويج لخطوة مماثلة، وفي ديسمبر 2000 قدم إلى ممثلي إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مخططًا لتسوية دائمة، موضحًا أن في صراعات أخرى أيضًا، قدم الوسطاء خطط للسلام مثل خطة لإنهاء الحرب في البوسنة عام 1993، وخطة عنان 2004 لإنهاء الصراع في قبرص.

نوه إلى أنه في جميع الحالات المذكورة أعلاه - كارتر 1978، وكلينتون 2000، وعنان 2004، وغيرها، تم وضع الخطة من قبل طرف ثالث (ممثل لدولة أو منظمة دولية أو إطار دولي آخر).

وقال إنه في ضوء كل هذا، ما الذي يمكن لإدارة ترامب فعله إذا كانت ترغب حقًا في تعزيز السلام والعودة إلى منصب وسيط شرعي؟ بادئ ذي بدء، وقبل تقديم الخطوط العريضة لاتفاق الوضع النهائي، يجب عليها استعادة ثقة الفلسطينيين واتخاذ تدابير متوازنة تجاهم وكذلك البحث عن وساطاء أخرين من أوروبا والدول العربية مثل مصر والأردن، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية رحبت بخطوات ترامب بشأن القضية الفلسطينية، لكن آثار هذه التحركات تضر بمصالح إسرائيل.

وأكمل أن الهدف من تقديم خطة سلام في عملية الوساطة هو الإشارة إلى مجال محتمل للاتفاق والضغط على الطرفين للمضي قدمًا إلى اتفاق، لكن هذه عملية حساسة تنطوي أيضًا على العديد من المخاطر. لذلك، فإنه يتطلب الظروف المناسبة، والعمل التحضيري الدقيق والجاد وفهم عميق لمواقف الأطراف والوضع على أرض الواقع.
الجريدة الرسمية