ما لم يقله الرئيس في قاعدة محمد نجيب العسكرية!
الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس إلى قاعدة محمد نجيب العسكرية، وتفقد خلالها القوات ومدى كفاءتها القتالية فيما يسمى "تفتيش حرب"، حملت العديد من الرسائل المهمة ليس فقط لمن يهمه الأمر ولكن للعالم كله، لاسيما أنها جاءت بعد ساعات من انطلاق التدريب البحرى الجوى المصرى اليونانى القبرصى المشترك "ميدوزا 8"، والذي تشارك فيه عناصر من القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة المصرية واليونانية والقبرصية في مسرح عمليات البحر المتوسط.
وليس أدل على أهمية هذا التمرين من مشاركة مصر فيه بحاملة المروحيات أنور السادات (طراز ميسترال)، والغواصة طراز (209)، ولانشات الصواريخ (طراز سليمان عزت)، وصائدة الألغام، إضافة إلى عدد من الطائرات المقاتلة إف – 16 المتعددة المهام بالإضافة إلى القوات الخاصة.
كما جاءت الزيارة بعد يومين أيضا من استقبال الرئيس السيسي لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر التي تحارب قواته على تخوم طرابلس، في محاولة لتخليص العاصمة الليبية من براثن بعض الميليشيات المسلحة المدعومة من دول عربية وإقليمية وغربية.
فما هي الرسائل التي سعت مصر لإيصالها وعبرت عنها زيارة الرئيس لقاعدة محمد نجيب العسكرية؟
مما لا شك فيه أن أولى الرسائل هي أن جيش مصر العظيم في أتم الجاهزية والاستعداد لإدارة الحرب في أي لحظة، والتصدي لكل من تسول له نفسه تهديد الأمن القومي للبلاد، أو المساس بحدود الوطن، وخاصة أنه من المحتمل في حال استطاع حفتر حسم المعركة في ليبيا أن تحاول فلول الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التسلل إلى مصر، أو استهدافها بشكل أو بآخر.
صحيح أن قاعدة محمد نجيب العسكرية تؤمن الاتجاه الإستراتيجي الشمالي أو المنطقة الشمالية فيما المنطقة العسكرية الغربية في السلوم، هي المسئولية عن الاتجاه الإستراتيجي الغربي إلا أن الرسالة هنا أن مصر سوف تسخر إمكانيات أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط وهي قاعدة محمد نجيب من أجل دعم الاتجاه الإستراتيجي الغربي، وتقديم كل ما تحتاجه الجبهة الغربية على الفور من قوات أو عتاد عسكري في حال تطورت الأمور، وبالطبع فهذه رسالة مهمة للغاية في هذا التوقيت لكافة الأطراف الإقليمية والدولية اللاعبة في ليبيا.
وبالطبع فإن هناك رسالة أخرى موجهة لتركيا، إذ تؤكد الزيارة، التي تأتى في ظل انطلاق تمرين ضخم بين مصر واليونان وقبرص، أن الألاعيب التركية في البحر المتوسط ومحاولات أنقرة المستمرة استعراض القوة أو تهديد مصالح مصر ستواجه بحسم كبير.
إن إظهار مصر قوتها العسكرية لا شك يبعث برسالة ردع للآخرين، ولهذا جاءت الاستعراضات العسكرية والتدريبات المشتركة على درجة كبيرة من الانضباط والضخامة، وهو ما يؤكد أن مصر بقيادتها السياسية لم تبخل على جيشها العظيم بأي أسلحة متطورة على أعلى مستوى في العالم.