"نوتردام" مقابل "الأقصى"!
فرنسا مستهدفة؟ نعم باليقين مستهدفة.. نتذكر ما قلناه للإعلامي الكبير أسامة كمال في برنامجه على "القاهرة والناس" عندما سأل السؤال نفسه، وقتها ذكرناه بتهديدات "يوسي جال" سفير العدو الإسرائيلي في فرنسا الذي هدد علنا في حوار داخل مقر هيئة الصحافة وقال حرفيا "قد تحترق فرنسا إن اعترفت الجمعية الوطنية بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة"! ولم تمر أيام إلا وكانت "شارل إبدو" وما بعدها!
لم يكن ما قاله "جال" هو وحده السبب.. إنما ترى الحكومة الخفية التي تحكم العالم أن فرنسا تسير خارج السرب الغربي.. أكثر بلد يعيش فيه مسلمون وعرب وهم بعد سنوات سيتساون مع المسيحيين.. وليس في هذا مشكلة في بلد ديمقراطي لكن الحكومة الخفية تراه مشكلة!!
الحكومة الخفية تسعى لإعلان دولة يهودية خالصة وبالتالي لليهود وحدهم، وبالتالي يجب تفريغها من غيرهم، وبالتالي التخلص من عرب 48، ومن هنا دعمت الدول الغربية فكرة دول أخرى قاصرة على اتباع دين واحد، ومن هنا وقف الاعلام الغربي مع مسلمي "ميانمار" ولم يفهم أحد سر هذا الحماس الغربي للقضية!
الآن.. وصلنا إلى مرحلة أخرى لغض النظر عن أي نتائج لتحقيقات حريق كنيسة نوتردام.. اذ سأقول لك اعطني نتيجة لتحقيقات مقتل عالمنا المصري العربي "يحيى المشد" مؤسس المفاعل النووي العراقي بعد رحيله من مصر لتوقف "انشاص" في السبعينيات! أو أعطني نتائج تحقيقات مصرع الأميرة ديانا !!
الآن.. إن احترق المسجد الأقصى فلا اندهاش.. إسرائيل ليست أقوى من فرنسا والأقصى ليس أهم من نوتردام.. ويتجه العالم بسرعة إلى نوع آخر من الصراعات.. الديني الخالص.. وهذا يتطلب وجود معسكرين وهذا يعني ضرورة إخلاء أوروبا أولا من العرب والمسلمين.. وتجري تهيئة العالم لذلك ولكننا اعتدنا أن نرى ظاهر الأمور والقضايا والأحداث!