7 رسائل من محمد منير في حفله الأخير بالتجمع الخامس (فيديو)
"وسط المخاض والألم بنتولد، ومهما كانت آلامك، بكرة هيكون أحلى".. بذلك المعنى كانت حفلة الفنان محمد منير، الجمعة الماضية، بالتجمع الخامس، حيث ظهر منير على مسرح الجامعة الأمريكية بعد فرقة شارموفرز، مما أثلج صدور رواد الحفل الساهر والذي استمر إلى ما بعد منتصف الليل، وخلال التقرير التالي لن نتحدث عن جمهور منير، لأن من شارك بالحفل هم "حضور"، وليسوا جمهورا، والمتعارف عليهم باسم "المنايرة".
البداية سمراء
انطلق منير بطاقم جذاب، يوضح أنه ذو طاقة إيجابية لامعة، رغم البرد الشديد، وخفة ملابسه، ولكن كيف له أن يحافظ على نفسه، وهو يرى أنه يلبس ما سيحبه الحضور، وكعادته أطلق كلمة "ويري"، لتأتي بعدها صرخات محبيه، ومنها أنشد مقطع من أغنيته "الليلة يا سمرا"، و"خلي الندى من أحلامك، يسقى النبات من أيامك، حطي اللي خلفك قدامك، تلقى البلد عامرة الليلة"، وهنا صرخ الحضور "الليلة.. الليلة يا سمرا".
رفض التمييز
ومن ثم تحدث منير عن الجامعة الأمريكية والتي شيدت عام 1919، كما تحدث عن جامعة القاهرة التي شيدت عام 1908 "منافستهم التقليدية في التفوق"، مطالبًا بأن على من يدرس بأي كلية أن لا يفرق بين دراستها بالإنجليزية أو العربية، ضاربًا مثال "الأصل أن من يدرس تجارة فهي تجارة مهما اختلفت اللغة المدرسة بها، ومثلها الحقوق، فلا يصح أنه عندما تسأل عن دراستك فتأتي الإجابة، (حقوق إنجلش)، وهنا يتحدث منير عن الطبقية، ويرفض التمييز بين دارسي اللغات المختلفة، فكل شيء يعود لأصله دومًا، ومن بعدها انطلق بأغنية "الكون كله بيدور" مغنيًا، و"حبيبي مد إيديك ده العالم ملك إيدينا، الكدب غيطان أحزان والصدق اللى مدفينا، أحلى بكره لينا، تحلى الذكرى بينا، طول ما احنا يا ناس عايشين، مبنجرحش العاشقين"، في رسالة واضحة للطلاب بأن الغد قادم للأفضل.
الأمل والتفاؤل
كما متع "الملك" الحضور بأغنية "على صوتك"، وأطلق العنان لكلماتها لتخترق قلوب من حضر.. "على صوتك بالغنا، لسه الأغاني ممكنة، ولسه ياما، ياما ياما، في عمرنا"، وتلك الكلمات دومًا تعطي أملا بأن غدًا أفضل، شئت أو أبيت فأنت لك صوت مسموع، وسيصل للجميع، ولكن "لا وجود للانهزام حتى تطول النخل، وأن تطل للسماء".
ومن أجمل الأغاني التي أمتع منير حضوره بها هي "يا طير"، وغرد "يا طير مين علمك، تبكى ولا تغنيش، أنا لو أغنى الدنيا ما تسعنيش، دانا لو أغنى الدنيا ما تسعنيش"، وترى في كلمات الأغنية مع إحساس منير أن هناك ألما داخليا له يحتاج أن يرممه بالغناء وسط الجمهور، وليس مجرد أداء فهو يغسل روحه بالغناء مع جمهوره، وهنا لا ينطبق بند "الجمهور لمن حضر"، فحتى نحن كعشاق منير كنا حضورا ولم نكن جمهورا.
وأبدع الملك محمد منير، برسالته التي أحزنتنا بأغنية "أهل أول"، والتي غنى كلماتها "وحشني كل ما فيكم، ياناس حتى أساميكم، ياريت ترجع لنا الأيام، وأسلم على أياديكم"، وعلى الفور نتذكر حفلات التسعينات وأوائل الألفية الجديدة والتي كان لها "ترحال"، من كل ربوع مصر، مع جمهور منير الأصيل الذي يعشق "الكينج" ويحترم تواجده ويحب أن يستمتع به كما كان عشاق أم كلثوم يهيمون بها وبأغانيها.
وكانت مفاجأة الحفل بالنسبة للجميع أن عاد منير ليغني "قول للغريب"، والتي جاءت كلماتها "قول للغريب حضنك هنا، دربك قريب من دربنا، بيتك هنا، أهلك هنا، حزن البشر ده حزننا"، ولا نمانع أن نفترض بعودته لغناء تلك الأغنية بأنها دعوة غير مباشرة للطيور المهاجرة وللشباب الذي يفكر بالرحيل وهم كثر اليوم، بأن الوطن هو الحضن الآمن لهم".
"طب خدينى في ريح طيفك، حتى حتى في ديل كيفك، دة انتى مليا الشوق ملوة، نفسة لو يلمس طراطيفك".. وعلى الرغم من أنها كانت الأغنية الأكثر تفاعلًا مع الجمهور، إلا أنها لم تكن حقيقة أجمل ما غنى منير بالحفل، ولكنها حسن الختام ليتحدث مع الجميع ويقول لهم أنه عاشق للوطن ونيله وترابه وصفاء سمائه.