رئيس التحرير
عصام كامل

«تجليس.. تقسيم.. اعتذار».. من يدير ملف إيبارشية المنيا وأبوقرقاص؟

البابا تواضروس الثاني،
البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرق

عادت قضية إيبارشية المنيا وأبوقرقاص، للظهور على السطح مجددا، بعد أن توارت لفترة، أشبه بالهدنة، فالبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، لم يتخذ قرارا بعد، في حين أن شعب الإيبارشية نفسه لن يقبل بديلا للأنبا مكاريوس، الذي خدم وسطهم لسنوات طويلة، مساعدا للراحل الأنبا أرسانيوس، ثم الرجل رقم واحد.


طوال فترة تواجد الأنبا مكاريوس أسقفا لإيبارشية المنيا، حدث نوع من التفاهم والود بين الشعب والأسقف، عمق هذا الشعور الأحداث التي شهدتها المحافظة، وظهر فيها الأسقف داعما ومساندا لشعبه، متواجدا بقوة، متحديا الجميع من أجل نصرة أولاده.

الأحداث فرضت على الأنبا مكاريوس أن يتصدر المشهد، يدافع عن حق أبنائه، وهو ما جعل البعض يعتقد أن استمراره في المنيا وأبوقرقاص كأسقف، هو استمرار للتوتر، كما ألمح أحد أعضاء المجمع المقدس بذلك، وهو ما جعل البعض يعتقد أن لا نية لتجليسه، وهناك مخطط للإطاحة به وإبعاده عن المحافظة.

الأيام الأخيرة شهدت اجتماعات بين البابا تواضروس الثاني، وخدام الإيبارشية لاستطلاع آرائهم حول تقسيم الإيبارشية إلى اثنتين أو ثلاث إيبارشيات.

واجتمع قداسة البابا تواضروس الثاني بـ100 من خدام إيبارشية المنيا وأبوقرقاص، للتباحث حول مستقبل الإيبارشية، خاصة فيما يتعلق بالتقسيم، وعقد الاجتماع في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، لمحاولة الوصول إلى رؤية خاصة بمستقبل الإيبارشية، خاصة أنه يتعين تجليس الأسقف خلال الفترة المقبلة.

وجاء اجتماع البابا تواضروس مع خدام إيبارشية المنيا وابوقرقاص، بعد أن سبق والتقى الكهنة للتعرف على رؤيتهم فيما يخص تقسيم الإيبارشية إلى اثنتين.

واجمع الكهنة على بقاء إيبارشية المنيا وابوقرقاص دون تقسيم، على أن يجلس الأنبا مكاريوس أسقفا على الإيبارشية بالكامل.

الأنباء التي خرجت من داخل الاجتماع تشير إلى نية تقسيم الإيبارشية، وهو ما اعتبره البعض إضعافا من قوتها، وبالتالي إضعاف لقوة الأنبا مكاريوس إذا ما تم تجليس على أحدها، خاصة أن هناك توجها إلى تقسيم الإيبارشية إلى ثلاث إيبارشيات.

نية التقسيم أثارت حفيظة أبناء إيبارشية المنيا، والأقباط في عموم مصر وخارجها، نظرا لما يتمتع به الأنبا مكاريوس من شعبية جارفة، حتى أن الوضع أصبح شبيها بتظاهرة حب على مواقع التواصل الاجتماعي.

الغضب القبطي وحالة الاحتقان التي يشهدها الشارع جراء استمرار تعليق تجليس الأنبا مكاريوس أسقفا المنيا، جعل البعض يتساءل عن من يدير ملف الإيبارشية، خاصة أن هناك ايبارشيات مترامية مرت فيها الأوضاع بسهولة بعد نياحة اسقفها.

الأنبا مكاريوس أسقف عام كنائس المنيا وأبو قرقاص، خرج لتهدئة الأوضاع بعد حالة الشحن الجارية، مؤكدا أن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية هو المسئول عن الإيبارشية.

وقال الأنبا مكاريوس في تدوينة له عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "منذ نياحة مطراننا المكرم الأنبا أرسانيوس، وقد أصبح قداسة البابا هو المسئول عن الإيبارشية، ونحن نخدم مع قداسته، ونثق في رؤية قداسته بخصوص مستقبل الإيبارشية وتدبير الخدمة فيها واختيار من يرعاها، وعلينا أن نقبل بخضوع أيّة قرارات يتخذها في هذا الشأن.

في سياق متصل، نفى القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صدور أي قرار من قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية بشأن إيبارشية المنيا وأبو قرقاص.

وتحمل الأيام المقبلة العديد من السيناريوهات عن مستقبل إيبارشية المنيا وأبوقرقاص، أولها أن تقسم الإيبارشية إلى اثنين أو ثلاث على أن يجلس الأنبا مكاريوس على أحدها، ويجلس رهبان على الآخرين، علما بأن هناك معلومات تشير إلى نية تجليس رهبان من دير الأنبا مقار.

السيناريو الآخر هو اعتذار الأنبا مكاريوس نفسه عن الاستمرار في الإيبارشية، منعا للصدام، خاصة في ظل حالة الشحن الواضحة، أو إبعاد البابا تواضروس للأنبا مكاريوس واختيار بديل وهو ما يمكن تحسسه من الأخبار المسربة من اجتماعه الأخير مع خدام المنيا وابوقرقاص، أما السيناريو الأخير هو الرضوخ لرغبة الشعب وإبقاء الوضع كما هو عليه مع تجليس الأنبا مكاريوس أسقفا خلفا للراحل الأنبا أرسانيوس.
الجريدة الرسمية