يوم أزرق في إسرائيل.. ألغام وعراقيل تعيق تشكيل حكومة نتنياهو
مع بدء الرئيس الإسرائيلي اليوم الإثنين لمشاورات تشكيل الحكومة، يجد رئيس الوزراء وزعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، نفسه أمام اقتراب موعد الحسم الذي يتعين فيه اختيار الوجوه النهائية التي ستشكل ملامح حكومته الخامسة بعد أن فاز حزبه الليكود في الانتخابات الأخيرة التي أجريت الثلاثاء الماضي بأغلبية كبيرة.
توزيع الحقائب
بنيامين نتنياهو يواجه عقبات بل ألغام حسب وصف الإعلام الإسرائيلي خلال تشكيل الحكومة المقبلة، لعل أبرزها توزيع الحقائب الوزارية والتي يوجد عليها خلافات بين الأحزاب حتى الآن، ومن المتوقع أن يشكل نتنياهو حكومته من 65 من أعضاء الليكود وخمسة أحزاب أخرى هي: حزب شاس، يهود التوراة، اتحاد الأحزاب اليمينية، حزب "كولانو" الذي يرأسه موشيه كاحلون، الذي من المتوقع أن ينضم أيضًا إلى الليكود وينضم إليه كتحالف واحد، وكذلك حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيجدور ليبرمان الذي وضع شروطًا في الأيام الأخيرة أكد أن بدونها لن ينضم للحكومة في حين أن نتنياهو في حاجة إليه لأن بدونه لن يحقق نتنياهو الأغلبية المطلوبة.
ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو هذا الأسبوع بجميع رؤساء الأحزاب المعنية وأن يستمع إلى مطالبهم، وعلى رأسهم ليبرمان الذي يملك 5 مقاعد تعتبر مفتاح نتنياهو لتشكيل حكومته الخامسة.
قانون التجنيد
والمعضلة الأكبر التي تواجه نتنياهو هي قانون التجنيد وفقًا للصياغة التي وافقت عليها وزارة الأمن التي كان يتولاها أفيجدور ليبرمان قبل الاستقالة، وتعارضها الفصائل الحريدية المتطرفة، ويعارض المتطرفون الخدمة والتجنيد في الجيش الإسرائيلي ويفضلون بدلًا عن ذلك دراسة التوراة والتعلم في المدارس الدينية والتفرغ للأمور الدينية، في حين أن هناك خلافا بينهم وبين الدولة حول قضية التجنيد، ونتنياهو سيكون في مأزق إما الرضوح لهم أو شن حرب ضده وحكومته التي لم تتشكل بعد.
مسألة وزارة الأمن مدرجة أيضًا في جدول الأعمال، لكن ليبرمان لن يتولى هذه الحقيبة بأي ثمن، لكن فقط إذا تم طمأنته بأن خططه للتعامل مع حماس في غزة سيتم تنفيذها أيضًا من قبل مجلس الوزراء "الكابينت".
وعلى الرغم من المطالب الواضحة بالفعل لـ ليبرمان، فإنه يقضي حاليًا عطلة خاصة في فيينا ولم يتوجه بعد إلى قضية مفاوضات الائتلاف الحكومي، كما يقول كبار المسؤولين في المؤسسة السياسية إن ليبرمان ليس في عجلة من أمره للتعامل مع القضية ولم ينشئ فريقًا للتفاوض مع الليكود، لكن فيما يتعلق بالمفاوضات مع رئيس الوزراء، فإن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
هناك عامل آخر يفترض أن يكون جزءًا من مفاوضات الائتلاف، ليس واضحًا حتى الآن وهو زعيم حزب "كولانو"، موشيه كحلون، والذي بدونه ائتلاف نتنياهو سيكون ضيق وهش، وسيبلغ عدد أعضاء الكنيست 61 عضوًا فقط، علمًا أن بعد الانتخابات مباشرة، تحدث نتنياهو وكحلون، وأثناء المحادثة، نشأت إمكانية انضمام كحلون إلى الليكود والعمل مع نتنياهو كحزب واحد، هذا في مقابل حقيبة المالية أو أي حقيبة أخرى كبيرة وغيرها من الوظائف التي سوف يحصل عليها مقابل هذه الخطوة.
بدء المشاورات
بدأ الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، اليوم الإثنين، مشاورات خاصة لاختيار رئيس الحزب الذي سيكلفه بمهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة، وذلك في مقر الرئاسة.
كما استقبل الرئيس الإسرائيلي الجنرال المتقاعد وزعيم حزب العمل جابي أشكنازي، المرشح الرابع في تحالف "أزرق أبيض"، الذي حضر إلى مقر الرئاسة الإسرائيلية للتشاور حول تشكيل الحكومة القادمة.
ومن جانبه، أبلغ رئيس تحالف "أزرق أبيض" الرئيس الإسرائيلي، بعدم رغبته في حكومة ائتلاف وطني، حيث أعرب أشكنازي عن رأي حزبه بعدم الرغبة بالعمل ضمن حكومة وحدة وطنية، وذلك ردا على استفسار رئيس الدولة حول إمكانية دراسة عرض كهذا في حال تقدم به الرئيس ريفلين.