ماذا فعل الوفد الأمريكي في المنيا وأسيوط؟
الأسبوع الماضي كان الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التقى خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعددا من المسؤولين وقادة النخب الأمريكية، وهي الزيارة التي أسفرت فيما يبدو عن إعلان رفض مصر لما يسمى "الناتو العربي" الذي تقوده أمريكا، وهو الأمر الذي شعر معه عديد من المصريين باعتزاز كبير أن القيادة السياسية لبلادهم تتخذ القرارات التي تراعي فقط المصالح العليا للبلاد، وما يتعلق بالأمن القومي حتى لو كان هذا على عكس رغبة القوة العظمى الوحيدة في العالم.
وفي موازاة زيارة الرئيس، كان هناك وفد أمريكي يلتقى مسئولي وزارة الأوقاف في محافظتي المنيا وأسيوط في زيارة غامضة لم يتكشف الكثير من تفاصيلها، غير أن زميلنا في "فيتو" محمد فودة كشف جانبا من أسرار هذه الزيارة على صفحات العدد الأسبوعي، حيث نقل على لسان الشيخ عاصم قبيصي، وكيل أوقاف محافظة أسيوط، أن زيارة وفد القنصلية الأمريكية استغرقت ٦٠ دقيقة، وهي سابقة تحدث لأول مرة، مشيرا إلى أن الوفد ضم "ماسيو لو"، نائب المستشار للشئون السياسية بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية، وبينجامين أوشليم، نائب القنصل العام.
وأوضح "قبيصي" أنه شرح لهم دور «أوقاف أسيوط» في السلام المجتمعي والدور الذي يؤديه الأئمة في نشر التعايش السلمي بين أفراد المجتمع.
وعن الأسئلة والاستفسارات التي وجهها الوفد الأمريكي أجاب "قبيصي": "كانوا يسألون عن كيفية التواصل بين ما يحدث في القاهرة ومحافظات الصعيد، وأهم الظواهر التي توجد في المحافظة وكيفية معالجتها".
أما الشيخ "سلامة عبد الرازق"، وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا، فأوضح أن الوفد الأمريكي الذي زار المحافظة اختار الجلوس مع ممثلين من وزارتي الأوقاف والتضامن، وتحدثوا في الجلسة عن دور الوزارة في حل المشكلات المجتمعية ودورها في اللحمة الوطنية والسيطرة على المساجد، مشيرا إلى أن الوفد تساءل عن كيفية معالجة الفكر المتشدد فأجبت عليهم قائلا: "من خلال المدارس العلمية والقرآنية ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم والقوافل الدعوية والمحافظة على النشء وتصحيح المفاهيم المغلوطة والخاطئة ونشر صحيح الدين الوسطي الذي يقبل الآخر".
وعن سر اختيار الوفد الأمريكي للمنيا أجاب "عبد الرازق": "السبب ما يشاع من وقت لآخر بوجود فتن طائفية في المحافظة لكن التقارير أثبتت العكس فهذا كلام لا أساس له من الصحة، لأننا نعمل في ظل قيادة حكيمة تقف من الجميع على مسافة واحدة ولا تفرقة على أساس العرق أو اللون، والأيام الماضية شهدت زيارة لجنة من حقوق الإنسان بحضور عدد من القساوسة".
ما سبق هو ما أوضحه مسئولو وزارة الأوقاف في المحافظتين عن الزيارة، وهو في الحقيقة أمر يؤكد أن مصر ليس لديها ما تخفيه وأنها تعالج قضايا العلاقة بين المصريين مسلمين ومسيحيين وما يتصل بها من أحداث طائفية بحكمة وشفافية على قاعدة المواطنة، ومن هنا جاء السماح بهذه الزيارة وغيرها من الزيارات حتى يعرف العالم منا حقيقة ما يجري في بلدنا وتفاصيل ما تقوم به مصر من حرب ضروس على التطرف والإرهاب، بدلا من أن يعرفوا ذلك من تقارير مغرضة في الإعلام المعادي لمصر.