«إيران لم تعد تشكل تهديدًا لإسرائيل».. شعار نظرية الأمن «نتنياهو»
بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تنشر بعض التفاصيل عن نظرية الأمن الجديدة التي كتبها نتنياهو، يأتي ذلك بالتزامن مع اقتراب تشكيل رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، حكومته الجديدة ليبدأ بذلك ولاية خامسة.
ونظرية الأمن الإسرائيلي هي المنبع الذي يعتمد عليه العسكريون الإسرائيليون لبناء عقيدتهم وخططهم الإستراتيجية في إدارة الصراع مع العرب، كما أن قضية الأمن هي المفتاح الرئيسي لجميع خطوطها السياسية ومنهج عمل الحكومات والقيادات الأمنية والعسكرية داخل دولة الاحتلال.
لا للخوف من إيران
التفاصيل كشف عنها الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ياكوف ناجل، اليوم الأحد، والذي بدوره، أوضح أن أبرزها أن إيران لم تعد تشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، قائلا: اللافت أن هذه الفزاعة التي استخدمها نتنياهو لسنوات عدة للتغطية على خيباته الداخلية لم تعد موجودة الآن بموجب نظرية الأمن الجديدة.
وتعد التفاصيل الجديدة التي تم الإفصاح عنها ضمن الجزء غير السري لمفهوم الأمن القومي الإسرائيلي الذي كتبه بنيامين نتنياهو، خلال السنوات الأخيرة ويتم الكشف عنه في مقال احترافي غير مصنف سيُنشر في الولايات المتحدة قريبًا، ويكشف هذه التفاصيل العميد الإسرائيلي، ياكوف ناجل، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، عن مبادئ من النظرية التي وضعها نتنياهو.
لا يوجد تهديد وجودي
فرضية مفهوم الأمن الإسرائيلي الجديد تعتمد على أنه لا يوجد تهديد وجودي حقيقي اليوم لإسرائيل، وهذا الكلام مفاده أن لا توجد أي دولة عربية تشكل تهديدًا لإسرائيل على عكس السابق، وحتى التهديد الإيراني الذي كان يشكل في الماضي محورًا مهمًا في مفهوم الأمن الإسرائيلي أصبح غير قائم.
ويقول الإعلام الإسرائيلي: هذه النظرية تتضمن جوانب سياسية واقتصادية مهمة، والطريقة الوحيدة للترويج لهذه الوثيقة ونشرها هي كتابتها بشكل شخصي، كما فعل أول رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن جوريون في ذلك الوقت، وكما فعل رئيس الوزراء نتنياهو الآن.
حماية الجبهة الداخلية
ووفقًا لنهجه الجديد، فإنه يجب حماية الجبهة الداخلية والبنى التحتية والمؤسسات الحكومية المهمة.
وقال ناجل: كتابة وثيقة مفهوم الأمن لرئيس الوزراء بشكل شخصي هو حدث نادر، وينظر كبار المسئولين في المؤسسة الأمنية إلى مفهوم أمني منظم ومكتوب كأداة أساسية للاتجاهات المركزية في بناء القوة، من أجل الاستعداد للتعامل مع التهديدات الأمنية والاستجابة لحالات الضيق الأمني.
وحماية الجبهة الداخلية بالطبع هدفها الاستعداد والتعزيز بشكل أكبر للفلسطينيين وفرض مزيد من التضييق عليهم لأن فكرة اختفاء تهديد خارجي يعني الاستعداد بشكل أكبر للشأن الداخلي والتفرغ للفلسطينيين.
نظرية بن جوريون
وكتب نظرية الأمن الأخيرة لإسرائيل أول رئيس وزراء وهو ديفيد بن جوريون، وتمت الموافقة عليها من قبل الحكومة في عام 1953، منذ ذلك الحين، لم تتم الموافقة على أي مفهوم أمني آخر، على الرغم من وجود عدة محاولات جادة لتحديثها، لكن عمليًا، في العقود الأخيرة، أضافت إسرائيل أمور أخرى إلى نظرية بن جوريون، وبالطبع حدثت تغييرات في المنطقة.
ويكمن مفهوم نظرية الأمن في أن إسرائيل تعيش في حالة من التهديد المستمر لوجودها ذاته، ومن هذا المنطلق ظل موضوع الأمن القومي منذ عام قيام دولة الاحتلال 1948 يشغل اهتمام حكومات إسرائيل المتعاقبة ويشكل مصدر إلهامها.