مدير المخابرات السوداني "صلاح قوش".. "رجل الظل" الذي خطط لاغتيال مبارك
أعلن التليفزيون السوداني، منذ قليل، استقالة مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني صلاح قوش.
وأكد التليفزيون السوداني أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، صدق على الاستقالة التي تقدم بها الفريق أول مهندس صلاح عبدالله محمد صالح قوش، من منصبه كرئيس لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، دون المزيد من التفاصيل.
وفيما يلى أبرز المعلومات حول مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني "صلاح قوش":
رجل الظل
يعد قوش من أهم رجال السودان المثيرة للجدل في جهاز المخابرات؛ إذ تسلم هذا الجهاز أكثر من مرة قبل اعتقاله على خلفية اتهامه بمحاولة تدبير انقلاب على الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، ليعود العام الماضي إلى قيادته بتحديات جديدة أهمها مواجهة الاحتجاجات المتصاعدة، كما أنه عرف بأنه رجل الظل.
بيوت الأشباح
التحق قوش، الذي كان مهندس إنشاءات مدنية، بجهاز الأمن الداخلي عام 1989 معولًا على خبرته كمسئول أمني للذراع الطلابية لتنظيم الإخوان في جامعة الخرطوم التي تخرج فيها عام 1982.
وتميّزت الفترة التي تولى فيها إدارة الأمن الداخلي في التسعينيات، بالقوة في التعامل مع المعارضين وباعتقال آلاف السياسيين في سجونٍ سرية عُرفت وقتها سجون النظام السوداني باسم "بيوت الأشباح"، حسب المنظمات الحقوقية الدولية.
قسوة بالغة
عرف قوش، بقسوته البالغة التي طالت حتى شقيقه الأكبر، الذي اعتُقل وسُجن لعام كامل في "بيوت الأشباح" إبان رئاسته للجهاز؛ لأنه كان ينتمي للحزب الشيوعى وعلي الرغم من ذلك، واجه قوش عواصف عاتية خلال مسيرته الأمنية الطويلة، ألقت به خارج جهاز المخابرات بعدما اُتّهم جهاز الأمن والمخابرات السودانية بالتورط في "مساعدة متطرفين إسلاميين مصريين" في محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يونيو 1995.
تصريحات علنية
وخلال الأيام الأولى لاحتجاجات السودان، وفي ظل خروج عشرات المظاهرات في عدة محافظات، غاب المسئولون السودانيون عن المشهد في الخطابات والتصريحات العلنية، ليخرج أول تصريح علني حول الاحتجاجات من الرجل الأقوى في جهاز المخابرات، الفريق صلاح عبد الله قوش، إذ أعلن أن كل القوات النظامية وعلى رأسها الجهاز الذي يديره "ستتصدى لكل من يحاول زعزعة الأمن والتخريب في هذه البلاد".
كان تصريح قوش بمثابة الموقف الأول للشخصيات الرسمية السودانية تجاه الاحتجاجات، بدأت بعدها حملات الاعتقال في صفوف المتظاهرين وانتهاج القوة في تفريقهم، مما فتح باب الجدل حول قوة هذا الرجل ومكانته داخل أجهزة الدولة.
عقب عودته لتسلم جهاز المخابرات في فبراير 2018، قال صلاح قوش البالغ من العمر 61 عاما، في أول تصريح له: إن "إطلاق سراح بقية المعتقلين رهين بتحسن سلوك أحزابهم" تعليقًا على استمرار اعتقال عشرات القادة والناشطين السياسيين، وذلك في مهرجان إعلامي دعا له الصحفَ ومحطات التليفزيون في سجن كوبر بالخرطوم.
وأثارت هذه التصريحات وقتها، إثر العودة المباغتة للفريق قوش لقيادة جهاز المخابرات، دهشة وردود فعل واسعة حول المستقبل السياسي للبلاد، والكثير من التساؤلات حول دوافع الرئيس عمر البشير لمعاودة الاستعانة بالحرس القديم للحزب.
الرجل الغامض
وشارك صلاح قوش في تشكيل قوات التدخل السريع السودانية المعروفة بـ"ميليشيا الجنجويد"، والتي قادت الحرب ضد القبائل غير العربية والمتعاطفة مع حركات التمرد في دارفور، وكان اسم صلاح قوش ضمن لائحة قُدمت إلى مجلس الأمن تضم 17 شخصًا متهمًا بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور.
وظل صلاح قوش شبحًا غامضًا لا يعرفه أحدٌ من عموم الناس، ولم تُنشر له صورة واحدة، حتى اختار بنفسه موعدًا صاخبًا للظهور العلني، وسمح بنشر صورته في الصحف، وكان ذلك يوم اكتشاف المخبأ السري لمحمد إبراهيم نقد، زعيم الحزب الشيوعي السوداني في العاصمة الخرطوم في 7 أبريل 2005 بعد اختفائه عن الأنظار لأحد عشر عامًا.