فتنة "بن عوف".. سر تنحي رئيس المجلس العسكري السوداني بعد 24 ساعة فقط
بعد 24 ساعة فقط على إعلان توليه رئاسة المجلس العسكري السوداني، أعلن عوض بن عوف تنحيه عن منصبه، واختيار الفريق أول عبد الفتاح البرهان المفتش العام للجيش السوداني بديلا عنه.
كما أعلن عوض بن عوف كذلك عن إعفاء نائبه كمال عبد المعروف من منصبه، موضحا أن الهدف وراء قراراته تتمثل في "الحفاظ على الوطن العزيز وشعبه الكريم وحرصا على تماسك مؤسساته والقوات المسلحة من الشروخ والفتن القاتلة، ولبداية المرحلة القادمة دون توترات أو خلافات".
وبدا من اللحظة الأولى لإعلان عوض بن عوف وزير الدفاع نفسه كرئيس للمجلس العسكري، وتأخر عرض البيان لأكثر من 8 ساعات عن الموعد المحدد له، أن خلافات "تكسير عظام" وقعت بين كبار القادة العسكريين الذين يرى الشارع السوداني أنهم محسوبون على نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وهم رفيق دربه عوض بن عوف، ورئيس المخابرات صلاح قوش، والطرف الآخر يتمثل في المفتش العام للقوات المسلحة عبد الفتاح برهان، وقائد القوات البحرية عبد الرحمن المطري اللذين عرضا نفسيهما كشخصيات مطروحة لقيادة المرحلة الانتقالية.
وإلى جانب الخلافات أيضا، نشط الشارع السوداني على مدار الأربعة وعشرين ساعة الماضية وأعلن رفضه للإجراءات التي أعلن عنها "بن عوف" وتمسك برحيل كافة الوجوه المحسوبة على نظام "البشير"، واستكمال تظاهراته أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، بما شكل عامل ضغط على "بن عوف" وتخوف من خوض معركة قد لا يحمد عقباها.
يضاف إلى ذلك عامل الضغط الذي شكله عدد من الضباط والقادة العسكريين على "بن عوف" ورفضهم لشخصه لقيادة المرحلة المقبلة من عمر السودان، ومثل ذلك إعلان قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو، اعتذاره عن المشاركة في المجلس العسكري، والذي أكد أن قواته ستظل جزءا من القوات المسلحة وستعمل على وحدة البلاد واحترام حقوق الإنسان".