نجاح سلام تحكى عن أيام الشقاوة
في مجلة الكواكب عام 1956 كتبت المطربة اللبنانية نجاح سلام مقالا ضمن خطة المجلة الاستعانة بالفنانين والفنانات للكتابة عن ذكرياتهم وخواطرهم قالت فيه :
كنت منذ سنوات في عهد الشقاوة أهوى قراءة الروايات البوليسية، ومشاهدة أفلام الجرائم الغامضة، وكنت عندما أنام أحلم بالبطولات الخارقة التي يقوم بها أبطال تلك الروايات، والغريب أننى كنت أرى نفسى أقوم بدور البوليس السرى الذي يكشف عن غموض الجرائم.
وكذلك كان أخى عصام، وكنا أحيانا نتشاجر مين يقرأ الرواية الأول أو مين يحل اللغز، وذات يوم كنت أنا وأخى نشاهد فيلما من هذا النوع المثير، وعند عودتنا إلى المنزل صادفتنا تجربة أكثر إثارة مما نراه في الأفلام، فقد عثرنا على آثار دماء على السلم.
تولانا الذعر ووقف كل منا ينظر إلى الآخر في رعب وحيرة، والغريب أن السكان يصعدون ويهبطون الدرج دون الانتباه إلى الدماء.
كلا لابد أن تظل هذه الدماء حتى يأتى البوليس للبحث عن الجريمة، وطلبنا البوليس الذي أتى فورا، وأخذ يفحص نقطة الدماء ويتعقبها درجة درجة على السلم ونحن وراءه نمسك قلوبنا بأيدينا، قادت قطرات الدماء البوليس إلى شقة معينة، لا بد أن بها قتيلا، وطرق باب الشقة وسأل صاحبها عن مصدر الدماء فقال الرجل لا أعرف، فزاد الشك ودخل الشرطى الشقة لتفتيشها، وكانت هناك حجرة مغلقة دفعها الشرطى فإذا بتوتو ابن الجيران قد جرح نفسه، وهو يلعب أسفل العمارة، وخشى أن يعرف والده فيضربه فدخل غرفته وأغلق الباب.
الجميل في الأمر أنه تم إنقاذ الطفل من نزيف مكان الجرح، كان من الممكن أن يصفى دمه فتم إسعافه.