سيظل الأهلي القائد.. والقدوة
لم أعرف بالضبط منذ متى أصبحت أهلاويا الهوى.. حماسية التشجيع.. ثابتة على مبدئي تجاه النادي المفضل لدي، والذي كنت أعتبر حبه قدرا منحني الله إياه، عندما ولدت وجدته مثل أبي وأمي وأخواتي يجري حبه في دمي.. يتدفق عشقه ليملأ عروقى فخرا ونشوة..
كل الذي يعرفني يخشى عليّ من خسارة النادي الأهلي، فهذا الأمر كان يصيبني بالتوتر والإحباط الشديد..
أتذكر عندما كنت في المرحلة الإعدادية، كان الكابتن محمود الخطيب - رئيس النادي الأهلي حاليا - نجم نجوم الكرة المصرية والعربية والأفريقية.. كان مثالا يحتذى به في الحرفنة والأخلاق.. نماذج كثيرة مشرفة في تاريخ النادي الأهلي والكرة المصرية حفرت أسماءها في قلوب وذاكرة عشاق الكرة..
وعندما بحثت في التاريخ، أيقنت أن فطرتى أخذتني إلى الطريق الصحيح، فالنادي الأهلي ليس مجرد نادي على قمة أندية مصر الرياضية، لكنه يحكي تاريخ مصر العظيم، فمثلما أسس الاقتصادي الفذ "طلعت حرب"، بنك مصر للمصريين، وبمال مصري خالص، شارك في تأسيس النادي الأهلي، وكان نصيبه من الاكتتاب 100 جنيه مصري..
ففي أبريل 1907، تم تأسيس النادي الأهلي؛ ليكون أول نادي وطني للمصريين، وكان الزعيم "سعد زغلول"، هو أول رئيس شرفي للنادي والذي اختار له هذا الاسم.
في البداية كان لإنشائه أهداف سياسية وطنية؛ ليجد خريجو وطلاب المدارس العليا المصرية مكانا للقاء ومناقشة الأمور السياسية، وقضاء وقت فراغهم، في لعب الرياضة، وكانوا الدعامة الأساسية في مقاومة الاحتلال الإنجليزي في ذلك الوقت..
إلا أنه تحول فيما بعد لنادي مصري عريق، يجد المصريون غاياتهم لممارسة الكثير من الرياضات التي كان على رأسها كرة القدم، والتي لم يكن في الحسبان أن تكون اللعبة الشعبية رقم واحد في مصر والنادي الأهلي..
ويكتب التاريخ أن يكون "عزيز عزت"، باشا، هو أول رئيس مصري للنادي الأهلي في عام 1908.. مضى أكثر من 112 عاما على إنشاء هذا النادي، الذي يسجل انتصاراته ليس فقط بإنجازات شخصية لكنها انتصارات مصرية خالدة.. ومهما قلت ورصدت من أحداث وانتصارات، فلن يكفي حديثي عن ما حققه النادي الأهلي من دفعة معنوية لمصر والمصريين..
وأشد ما يحزننى حقيقة أن ينحدر مستوى الحوار بين مشجعي كرة القدم المصرية ومنافسي النادي الأهلي لتصيد الأخطاء والتي لا محالة من وقوعها.. فلكل جواد كبوة.. والنادي الأهلي ليس مجرد لاعبين ومدرب ومباريات خاسرة ورابحة إنما هو تاريخ مصر طوال أكثر من 100 عام.. هو تاريخ كفاح وانتصار للمصريين في قطاع الرياضة..
فكما حقق بنك مصر وما زال يحقق المزيد من الإنجازات الاقتصادية منذ أن أنشئ ليكون نواة الاقتصاد المصري الوطني في مواجهة الاستعمار، وكما كان للأهرامات المصرية القديمة تاريخا ما زال يحكي ويضرب به المثل ونتباهى به أمام الأمم.. هكذا النادي الأهلي هو تاريخ تحكيه الأجيال المتعاقبة فكل انتصار للنادي الأهلي هو انتصار لمصريتنا..
وكل تدهور وانهيار في مستوى النادي الأهلي، هو تخاذل وتدهور في الرياضة المصرية.. هذه حقيقة ليست ضربا من الخيال، وأعتقد أنه لا يختلف معى اثنان أن تفوق مستوى النادي الأهلي وتطوره، يعنى ارتفاعا في مستوى الكرة المصرية، فهو ترمومتر الرياضية المصرية في جميع المحافل، بدءا من المستوى الأفريقي وصولا إلى كأس العالم..
فبدلا من التشفى والمعايرة والفرحة في المستوى المتردي للنادي الأهلي.. ساندوا ناديكم الأشمل.. ساندوا النادي الذي هو مصر كلها فمنذ أكثر من 100 عام أخذ النادي الأهلي على عاتقه مسئولية إسعاد الجماهير المصرية، ودافع عن قدرة المصريين على تحقيق انتصارات تسعدنا جميعا..
لا تنظروا إليه نظرة قاصرة.. فهو ناد لجميع المصريين.. الذي يفتح أبوابه لمحبى الكرة المصرية والرياضة في مصر.. ولا أعتقد أنه يوجد منا من يختلف معى أن النادي الأهلي حفر عبر تاريخه أخلاقا وقواعد مصرية ما زال يحتفظ بها وكانت سببا في حمايته من الانهيار وجعلته القائد والقدوة الذي يحتذى بها عبر سنوات تاريخه الكروي الكبير..