التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.. خبراء يؤكدون أهمية مرحلة رياض الأطفال للنشء.. التضامن: نسبة التحاق الأطفال بالحضانات 15%.. ومغيث: تعليم الأخلاقيات والقيم في الـ6 سنوات الأولى من عمر الطفل
«التعليم في الصغر كالنقش على الحجر».. مثل شعبي يبرز قيمة تعليم الأطفال في سن صغيرة، حيث العقول المتفتحة الصافية، ففي تلك المرحلة يتشكل وجدان الطفل، بناء على المعلومات التي يتلقاها، لذلك لا بدّ من الاهتمام بتعليم الصغار، خلال مرحلة "الروضة"، رغم ذلك تؤكد الأرقام عدم اهتمام المصريين بتلك المرحلة.
إحصاءات رسمية
قالت الدكتورة سحر مشهور، مساعد وزير التضامن للرعاية الاجتماعية: إن الإحصاءات الرسمية تُشير إلى أن نسبة الالتحاق بالمرحلة الابتدائية 93%، وإن نسبة الالتحاق بالتعليم قبل المدرسي "الحضانات ورياض الأطفال"، لا يتجاوز 15%.
أوضحت "مشهور"، أن انخفاض نسبة الالتحاق بالتعليم ما قبل الإلزامي، يرجع إلى عدم الوعي بإمكانية تعلم الطفل، في سن صغيرة، لافتة إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي مسئولة عن الأطفال من سن يوم حتى سن 4 سنوات، وهي مرحلة الحضانة، أما وزارة التربية والتعليم فمسئولة عن الأطفال من سن 4 سنوات وحتى 6 سنوات وهي مرحلة رياض الأطفال.
تعليم القيم والأخلاقيات
ولا يدرك الكثير من المواطنين، أهمية تعليم رياض الأطفال، رغم أن الكثير من الدراسات، أكدت قيمتها، في تشكيل معارف ووجدان الأطفال، حيث يقول كمال مغيث التربوي وخبير علم النفس: إن التعليم مهم جدا من السنوات الأولى من عمر الطفل، بعدما يتخلص من احتياجاته البيولوجية.
وأكد مغيث، أن دراسات علم النفس، أشارت إلى أن تعليم القيم والأخلاقيات، يكون في سن الـ6 سنوات الأولى من عمر الطفل، ضاربا مثلا بأن إحدى الأمهات ذهبت إلى طبيب علم نفس، وطلبت منه استشارة؛ بسبب سوء معاملة طفلها لأشقائه، وعندما سألها على سنه، قالت له 7 سنوات، فرد عليها: "لقد فات الوقت"، مشيرا إلى أن مرحلة ما قبل عمر 6 سنوات مهمة جدا، وأنها إهم من أي مرحلة أخرى، ولكنها ليست الأولى والأخيرة.
مدارس العالم
وأشار مغيث، إلى أن الكثير من المدارس في العالم، يلتحق بها الأطفال في سن العامين، وفي مؤسسات خاصة بهم، متابعا: "مش كل أم حتى لو متعلمة تعرف جيدا ما ينبغي تعليمه للطفل في تلك المرحلة"، منوها إلى أن إلحاق الأطفال بالـ"كي جي"، يزداد في المدن عن الأرياف، حيث المرأة العاملة.
وقال: "لم تدخل مصر مرحلة جيدة لرياض الأطفال، وما زالت حضانات الكي جي تعاني من الفوضى، وبها مدرسون غير مؤهلين للتعامل مع هذه السن، فضلا عن أن مناهج تربيتهم وتعليمهم بحاجة لكثير من التعديلات".
وأوضح محمد عبدالعزيز، الخبير التربوي، أن شخصية الطفل تتشكل في سن 3 سنوات، ولكن يكون لديه صعوبة في التعبير، وقال: "هناك عاملان يدفعان أولياء الأمور لإلحاق أبنائهم بمرحلة رياض الأطفال، الأول أن تكون الأم عاملة، والثاني: في أصحاب الطبقة الراقية، الذين يريدون تعليم أبنائهم في سن مبكرة".
وأشار إلى أن نسبة 85%، الذين لا يهتمون بالتعليم الإلزامي، يعانون من الظروف المادية الصعبة، خاصة إذا كانت الأم أو الأب لا يعملان، فأقل تكلفة إلحاق طفل بها بحضانة تصل إلى 500 جنيه، مطالبا وزارة التضامن الاجتماعي بمراجعة معايير فتح الحضانات.
