رجل حير مخابرات العالم.. قصة سقوط مؤسس "ويكيليكس" في لندن

اعتقلت الشرطة البريطانية، اليوم الخميس، جوليان أسانج، مؤسس موقع "ويكيليكس"، في مبنى سفارة "الإكوادور" في لندن، بعد سحب الإكوادور اللجوء الدبلوماسي منه بشكل سيادي بسبب انتهاكه المتكرر للاتفاقيات الدولية وبروتوكول التعايش.

وفيما يلي أبرز المعلومات عن الصحفي الأسترالي جوليان أسانج:
جوليان أسانج.. صحفي وناشط ومبرمج أسترالي، ولد في 3 من يوليو 1971، أسس موقع "ويكيليكس" عام 2006، مع عدد من أصدقائه ورأس تحريره حتى أصبح اسمه مرتبطًا بالموقع ومن غير الممكن ذكر اسم أحدهما دون ذكر اسم الآخر.
وفي عام 2009، حصل أسانج على جائزة منظمة العفو الدولية، كونه كان مبرمجًا ومقرصنا ناجحا قبل أن يعرف بعمله في مع "ويكيليكس".

بداية رائعة ومستقبل غامض
بدأ أسانج عام 2007 في جعل أنظار العالم تلتفت على موقع "ويكيليكس"؛ بسبب ظهوره وعمله الرائع في الصحافة الاستقصائية ونشره وثائق عسكرية ودبلوماسية عن الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة عدد من وسائل الإعلام وكشف فضائح متعلقة بمعتقل جوانتنامو، وفي عام 2008 نشر مراسلات البريد الإلكتروني الخاص بسارة بينز المرشحة لمنصب الرئيس الأمريكي حينها، الأمر الذي جعله هو وموقعه يكسبان عداء العالم كله معًا دون اعتراض، وتقبلا نتيجة نشر جزء من الحقيقة حتى وإن كانت النتيجة هي البقاء داخل إحدى السفارات لـ7 سنوات ومواجهة أسوأ السيناريوهات التي تواجهه.

عام الشهرة
أبريل 2010، كان الحدث الأهم في تاريخ الموقع بعدما نشر أسانج مقطع فيديو يظهر مجموعة من الجنود الأمريكيين، وهم يقتلون 2 من الصحفيين بعدما أطلقوا عليهما النار من إحدى الطائرات المروحية، ومن ثم في العام ذاته نشر 90 ألف وثيقة سرية عن الحرب في أفغانستان.
وفي 20 أغسطس من نفس العام وجه الادعاء السويدي اتهامات إلى أسانج بالتحرش الجنسي، وفي 21 من نفس الشهر أصدر المدعي العام السويدي مذكرة اعتقال بحق أسانج، حتى أنه لم يتوقف عن ممارسة مهام عمله ونشر مجموعة من الوثائق السرية حول حرب العراق في أكتوبر 2010.

ودفعت شجاعته المثيرة للجدل، المحكمة الجنائية في ستوكهولم، لإصدار أمر اعتقال بحق أسانج في 20 نوفمبر2010، ليخرج من جديد بعد 8 أيام فقط بنشر وثائق سرية متعلقة بالسفارات الأمريكية، وكأنه يتحدى الجميع في كل مرة يصدر حكم ضده، لكن هذه المرة قرر بعد عدة أيام من نشر الوثائق تسليم نفسه للسلطة البريطانية في 2 ديسمبر، ووُضِعَ تحت الإقامة الجبرية في أحد المنازل.

وفي 24 فبراير 2011، أيَّد القضاء البريطاني تسليم أسانج إلى السويد، لكن محاميه طعن في الأمر، وظل أسانج مرارًا وتكرارًا في كل مرة يتم اعتراضه من قبل جهة مسئولة يقوم بنشر وثائق سرية أقوى من السابق، حتى دخل سفارة الإكوادور في 2012، وطلب اللجوء السياسي الذي سُحِب منه قبل يومين بعد 9 أعوام.

ساعات فاصلة
قبل ساعات قليلة، أطلق جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، اتهامات بأنه يتعرض للتجسس داخل سفارة الإكوادور التي لجأ لها منذ سنوات، وبين تسليم السفير الإكوادوري له للشرطة بعد إسقاط حق اللجوء إليه، ليواجه مصيرًا غامضًا، خاصة أن أكثر من دولة تسعى لمحاكمته ولائحة الاتهامات الموجهة له مُعدَّة بالفعل، ليأتي بعد أقل من 24 ساعة أمر باعتقاله أثناء خروجه من سفارة الإكوادور.