رئيس التحرير
عصام كامل

الأيدي الخبيثة تشعل النار بين مصر وسوريا!


ما الذي يجعل الجهاز الإعلامي الإلكتروني التابع لقطر والإخوان يشنون قبل عامين حملة "حلب تحترق"؟ وقبلها ما سبب كل هذا الكم من الفيديوهات المفبركة والمزيفة عن أعمال قتل يقوم بها الجيش السوري؟


هل سأل البعض نفسه لماذا كل ذلك والإرهابيون لديهم الأسلحة والتمويل والدعم الدولي وقدرتهم على القتال ضد الجيش العربي السوري كبيرة جدا؟

السبب باختصار أن الرأي العام شريك أساسي في صناعة السياسات الدولية، وبالتالي فالتأثير فيه وتوجيهه حتى مع امتلاك القوة العسكرية بات مهما وهو إحدى عمليات كسب المعارك الحربية!

إذن الرأي العام مهم جدا.. وكلما تزايد اهتمامه بقضية تحسست أطراف المتصارعة على تصرفاتها حتى لا تخسره.. فإذا تعاطف مع قضية عمل الجميع له ألف حساب وأحيانا كثيرة يسعون لكسبه وكل إلى جانبه بأي طريقة!

وقبل سنوات وتحت ضغط إعلامي رهيب وغير مسبوق كان الرأي العام المصري منحازا ضد القيادة السورية، مرددا أكاذيب المعارضة الإرهابية عن "الجيش الذي يقتل شعبه"، و"الرئيس الذي يقتل شعبه"، ولا يمكن إغفال أن ذلك أثر على المعنويات السورية وسمح لأعداء الشعب السوري التصرف هناك كما يحلو لهم.. ولكن عندما استفاق المصريون وأدركوا أبعاد ما يجري وفهموا أن ما يحدث ليس لبناء دولة ديمقراطية في سوريا بل لتدميرها كلها!

وطوال هذه السنوات لم تيأس اللجان الإلكترونية الإخوانية والإسرائيلية بالوحدة 8200 التابعة لمخابرات العدو من الفتنة بين الشعبين.. وما أن غادر اللواء "على المملوك" رئيس أجهزة الأمن السورية القاهره بعد لقاءات مهمة للغاية إلا وانتشرت شائعات عن منع مصر لسفن النفط الإيراني من المرور بقناة السويس إلى سوريا، مما يتسبب في أزمة طاحنة هناك!

واشتعلت الإشاعة لتشعل معها المعارك بين سوريين وسوريين، أولهم عاتب والثاني ينفي عن مصر ذلك، ثم إلى معارك بين مصريين وسوريين، ثم استخدم الإعلام الشرير تصريحا منسوبا لرئيس الوزراء السوري دون كلمة واحدة منسوبة إليه هو بشخصه، إنما مروي على لسان شاهد عيان ومن دون لا تسجيل لا صوتي ولا مصور ولا حتى صورة فوتوغرافية ولا سبب المناسبة التي أعاد فيها الاتهام السابق، ونسي مروجي ذلك إشادة الرئيس "الأسد" بمصر وموقفها والتصريحات الممتازة أثناء وبعد زيارة اللواء "المملوك" لمصر، والتي لم تكن الأولى بالمناسبة!

وبينما كل ذلك يجري تنفي الحكومة المصرية ذلك ببيان لمركز دعم واتخاذ القرار، ويتم تحويلها إلى جرافيك خاص بالحرب على الإشاعات، ومنه إلى الفضائيات المصرية! أما الفريق "مهاب مميش" رئيس هيئة قناة السويس فقد حسم الجدل نهائيا في الأمر ونفى أيضا، إلا أنه هذه المرة قدم إحصائية بعدد السفن الإيرانية التي عبرت قناة السويس في أعوام 2017 ثم 2018، وإحصائيات العام الجاري مستمرة!

السؤال الآن: مصر التي كاد أن يمنع عنها النفط لموقفها من سوريا، هل يمكن أن تمنعه هي الآن؟ وقد كانت ظروفها الاقتصادية وقتها أصعب بكثير وتحتاج إلى أموال كل برميل نفط؟! والسؤال الاهم: متى نفهم ميكانيكا اللجان الإلكترونية وعملها على شبكات التواصل الاجتماعي؟ شرحنا طرق عملها تفصيليا وكيفية عمل الصفحات المزيفة التي تحمل أسماء مستعارة، وهي بعشرات الألوف تديرها لجان من أشخاص قليلة العدد، وتحدث كثيرون غيرنا، ولكن البعض لا يريد أن يفهم.. فمتى سيفهم؟!

إلى متى لا نمتلك معايير الخبر الصحيح من النبأ غير المؤكد؟ إلى متى سيظل البعض العوبة بل وأضحوكة في يد لجان خبيثة وشريرة موزعة بين الإخوان وقطر وتركيا وإسرائيل؟! إلى متى؟!

الجريدة الرسمية