«الأم الفرفوشة رزق».. يوميات حمو وست الحبايب مع فيديوهات «التيك توك»
مقطع فيديو لا تتعدى مدته الدقيقة الواحدة، تظهر فيه سيدة خمسينية ترتدي جلبابا وخِمارا يغطي الجزء الأكبر من جسدها، تحمل سمات الأم البسيطة صاحبة الملامح الهادئة والابتسامة السمحة، كذلك التلقائية في تقديم رد الفعل وإطلاق "الإفيهات" الكوميدية"، بجوارها يجلس محمد شاكر "الشهير بحمو" الابن الأكبر صاحب الـ 26 عاما، يتبادلان أطراف الحديث اليومي المعتاد الذي قد لا تخلو أية جِلسة تجمع الأم المصرية وابنها منه، إلا أن محمد قرر أن يبث هذه النقاشات الكوميدية القصيرة، أمام الملايين من رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، من خلال التطبيق المعروف والخاص بمواقع الفيديو "تيك توك".
ساعات قليلة ويحقق أحد مقاطع الفيديو الذي يجمع حمو ووالدته في تحدٍ لحصول الأم على مبلغ 200 جنيه إذا استطاعت إحضارها من أسفل كوب فارغ دون لمسه، أكثر من مليون ونصف مشاهدة: "أمي قالت لي هتوصل ببركة دعايا وده فعلا قرب يحصل".
انطلقت فكرة إشراك الأم في تقديم محتوى الفيديو القصير، حينما أراد حمو ابن مدينة كفر الدوار، والذي يعمل في إحدى شركات المقاولات في محافظة الإسكندرية، أن يبحث عن وسيلة من خلالها يرسم البسمة على وجه أمه التي تقضي كل وقتها في المنزل، سبل إسعادها كانت تجدها في الجلوس لبعض الوقت أمام شاشة التلفاز، أو في مداعبة حفيدها الوحيد "أحمد": "أمي من فترة كنا قاعدين معاها أنا وشادي أخويا الصغير وزوجتي لقيتها بتقول لنا اتصوروا معايا يا ولاد وصوروني كتير علشان بكرة مش هتشوفوني تاني، هتتحرموا مني ومش هتعرفوا تعوضوا الأيام دي"، هذه العبارات غير المألوفة في جلسات الأم المسائية مع الأولاد والتي عادة ما تتخللها نوبات الضحك المتواصلة، وإطلاق النكات بين الحين والآخر، حركت في نفس محمد شيئا ما، تذكر والده الذي توفي منذ نحو 11 عاما، وتركهم في منتصف الطريق، لتصبح الأم هي الأب والأخ والصديق والعائلة برمّتها.
"أمي ست فرفوشة وبتحب الهزار والضحك لا توجد جلسة تجمعنا بها إلا وتسعى طوال الوقت لإضحاكنا، دائما تقول لنا أنا اتخلقت علشان أسعدكم وأريحكم، أنا لاقيت إن الطريقة البسيطة دي هتسعدها أكتر خاصة إنها شخصية ماهرة في تقمص الأدوار والتفاعل مع الكاميرا".
كانت البداية منذ نحو أربعة أشهر، كانت سهرة عائلية عادية، وفقا لمحمد، اقترح حينها على ياسمين زوجته أن تحضر هاتفه المحمول وتسجل للأم ومحمد مقطع فيديو وهما يتحدثان معا، لم تكن الأم على علم في أول مقطعين نُشروا لمحمد على تطبيق "تيك توك" أنه يتم تصويرها: "بعد ما الفيديوهات نزلت وريتها لها وعجبوها وقالت لي لازم نكررها تاني يا حمو وبدأنا نحضر أفكار نشتغل عليها بالتعاون مع زوجتي وشادي أخويا، بنتشاور هنتكلم في إيه كل مرة". في أحيان أخرى يقفز الموقف في رأس محمد فتحضر الزوجة الجوال وتسجله (صوت وصورة) "أحيانا بنضطر نعيد أكثر من مرة خاصة لو أمي نسيت كانت هتقول إيه، في حالة كنا بنسجل مقطع بيحمل رسالة ما لكن بنقدمه بطريقتنا إحنا".
كانت البداية منذ نحو أربعة أشهر، كانت سهرة عائلية عادية، وفقا لمحمد، اقترح حينها على ياسمين زوجته أن تحضر هاتفه المحمول وتسجل للأم ومحمد مقطع فيديو وهما يتحدثان معا، لم تكن الأم على علم في أول مقطعين نُشروا لمحمد على تطبيق "تيك توك" أنه يتم تصويرها: "بعد ما الفيديوهات نزلت وريتها لها وعجبوها وقالت لي لازم نكررها تاني يا حمو وبدأنا نحضر أفكار نشتغل عليها بالتعاون مع زوجتي وشادي أخويا، بنتشاور هنتكلم في إيه كل مرة". في أحيان أخرى يقفز الموقف في رأس محمد فتحضر الزوجة الجوال وتسجله (صوت وصورة) "أحيانا بنضطر نعيد أكثر من مرة خاصة لو أمي نسيت كانت هتقول إيه، في حالة كنا بنسجل مقطع بيحمل رسالة ما لكن بنقدمه بطريقتنا إحنا".
تقديم محتوى هادف أو رسالة ما على طريقة "حمو وأمه" فكرة تبلورت من تلقاء نفسها بعد تقديم أكثر من موقف كوميدي سواء في المطبخ أو في حجرة الجلوس وغير ذلك، وجد محمد أنه يمكنه الاعتماد على خفة ظل وتلقائية أمه وأسلوبه الـ"روش" واللكنة السكندرية، في تقديم محتوى جاد من خلال بعض الجمل التي تلقى وسط الحديث أثناء تصوير الفيديو "مرة صورنا فيديو عن الأبناء اللي بيتركوا أهاليهم ويقعدوا بالساعات أمام شاشات المحمول، ومرة أخرى قدمنا فيديو عن ضرورة وفاء الشاب بوعوده مع الفتاة اللي بيحبها، لكنها محققتش المشاهدة اللي حققتها مواقفي المضحكة ومقالبي مع أمي"، ويقصد محمد بذلك المقالب التي كان يحاول حياكتها للأم وإذا نجحت في التغلب عليها تأخذ مبلغا من المال يتراوح بين 100 إلى 200 جنيه، فأحيانا يضع لها المبلغ أسفل كوب فارغ بجواره كوبان آخران، ويطلب منها أن تأخذ المبلغ دون أن تلمس الكوب، فيعمل عقلها بحس الأم المصرية صاحبة الحيل التي لا نهاية لها وتنجح في أخذ المبلغ دون لمس الكوب!
في عام 2011 توفي الأب، وترك "حمو" وشادي أمانة حملتها الأم فوق عاتقها، لم تكن تمتلك وظيفة آنذاك ولا مصدر دخل سوى معاشه الشهري، وحينما شرع محمد في الالتحاق بالمرحلة الثانوية، أراد دخول مدرسة فنية صناعية حتى يتمكن من العمل أثناء الدراسة ومساعدة الأم "أمي وقتها قالت لي أنا عندي كام ابن علشان متدخلوش كليات ويكون لكم وظيفة، ضغطت عليا وبالفعل أكملت في الثانوية العامة وحصلت على بكالوريوس خدمة اجتماعية، لكن اشتغلت في المصنع اللي كان والدي شغال فيه من أول سنة دراسية".
أول راتب يتقاضاه محمد حينها كان 1500 جنيه، تلقاه وهرع إلى المنزل وضعهم أمام الأم "قلت لها ده تعب أول شهر ياماما خدي منه اللي إنتي عايزاه"، لكن الأم رفضت وأخذت منه مبلغا من المال للدخول في جمعية شهرية حتى يتضاعف المبلغ وتستطيع تزويجه، "كل الجمايل دي شايلها على كتفي لأمي، مش كثير عليها فيديو بسيط يسعدها!".
أول راتب يتقاضاه محمد حينها كان 1500 جنيه، تلقاه وهرع إلى المنزل وضعهم أمام الأم "قلت لها ده تعب أول شهر ياماما خدي منه اللي إنتي عايزاه"، لكن الأم رفضت وأخذت منه مبلغا من المال للدخول في جمعية شهرية حتى يتضاعف المبلغ وتستطيع تزويجه، "كل الجمايل دي شايلها على كتفي لأمي، مش كثير عليها فيديو بسيط يسعدها!".