رئيس التحرير
عصام كامل

الأردن وسوريا.. ملفات عالقة تعرقل التقارب

فيتو

منذ افتتاح المعبر بين الأردن وسوريا في منتصف أكتوبر الماضى تفاءل مراقبون بحدوث معجزة تصلح ما أفسده الدهر في العلاقات بين البلدين، خاصة بعد التقارب البرلماني، ورفع نسبة التمثيل الدبلوماسي الأردني في دمشق، لكن الأمر ليس سهلا.


تعيش عائلة الصحفي الأردني عمير الغرايبة، 31 عاما، حالة من الذعر والقلق على مصيره الغامض، بعد اعتقاله من قبل السلطات السورية منذ فبراير، حيث تم احتجازه خلال رحلة عودته من زيارة خاصة إلى دمشق عند حاجز "منكت حطب" التابع إداريا لريف دمشق ونقله إلى سجن فرع فلسطين، بحسب مصادر مقربة من العائلة، وهو صحفي ومصور تليفزيوني عمل مؤخرا لصالح إحدى محطات التلفزة المحلية، وصرح ذات المصدر لموقع دويتشه فيله أن عائلته تجهل سبب اعتقاله حتى الآن.

عمير لم يكن لوحده صاحب المصير الغامض، فهناك عشرات الأردنيين معتقلين لدى السلطات السورية ومصيرهم لا يزال مجهولا، وفقا بيان شديد اللهجة صادر من الخارجية الأردنية والذي أشار أيضا إلى وجود 30 أردنيا معتقلا في السجون السورية منذ فتح المعبر الحدودي بين البلدين.

أزمة المعتقلين الأردنيين

وفقا لوسائل إعلام محلية، فقد استدعت وزارة الخارجية الأردنية، القائم بأعمال السفارة السورية بالعاصمة عمان أيمن علوش، للمطالبة بالإفراج عن مواطنين أردنيين تم اعتقالهم من دون أسباب. وبحسب البيان، فقد طلبت الخارجية الأردنية من علوش أن "ينقل إلى حكومة بلاده قلق الحكومة الأردنية واستياءها جراء تكرار عمليات اعتقال مواطنين أردنيين من دون إبداء الأسباب".

واتهمت الخارجية القائم بالأعمال في السفارة السورية بأنه لم يجيب بشكل واضح على الاستفسارات بشأن المعتقلين، كما لم يبدِ أي نوع من التعاون.

من جانبه أكد القائم بالأعمال السوري لدى الأردن أيمن علوش، عبر عدد من وسائل الإعلام المحلية والدولية، على أن حكومة بلاده تتعاطى بإيجابية مع قائمة المعتقلين الأخيرة التي تسلمتها من النائب الأردني طارق خوري، وتحوي 50 سجينا أردنيا في سوريا.

مشكلة الإجراءات الحدودية

ومنذ افتتاح معبر جابر/نصيب بين سوريا والأردن، منتصف أكتوبر، وعشرات المركبات الأردنية الخاصة والعمومية تتجه يوميًا إلى سوريا، تُقلُّ أردنيين متحمسين لعودة العلاقات التجارية مع سوريا، أو ممن يقودهم الفضول لزيارة الجار الشمالي بعدما وضعت الحرب أوزارها.

يبدأ العمل في المعبر من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الرابعة مساءً ونظرًا لأعداد العائدين الهائلة من سوريا بعد عطلة نهاية الأسبوع، فقد وجد العشرات من العائدين من سوريا أنفسهم عالقين بين جانبي الحدود نصيب - جابر، العالقون ختموا جوازاتهم على الجانب السوري، قبل انتهاء الدوام الرسمي، ووصلوا الجانب الأردني بعد انتهاء الدوام.

نداءات الأردنيين العالقين على المعبر الحدودي جابر نصيب، تكررت للحكومتين الأردنية والسورية بضرورة تسهيل اجراءات الدخول والخروج بين البلدين، وفقا لما ذكرته صحيفة الغد الأردنية، فإن اجراءات التفتيش والإجراءات الأمنية الأخرى وبيروقراطية بعض الموظفين على الحدود، تخلق ازدحاما مروريا كبيرا يؤدي بالضرورة إلى تعطيل مصالح المسافرين وتعرضهم للمشقة والتعب خاصة في ظل نقص الخدمات المقدمة في الجانب السوري.

ملفات الحدود والمعتقلين شائكة

مراقبون يرون بأن الإشكاليات المرتبطة بالحدود "طبيعية"، حيث يفسر الصحفي المتخصص بشئون العلاقات الدولية بلال العبويني سبب ذلك، بعدم جاهزية المؤسسات للتعامل مع القضايا اللوجستية على الحدود، خاصة وأن الجانب السوري فتح حدوده بعد الخروج من حرب ضارية مع "الجماعات المسلحة والإرهابية"، حسب تعبيره.

ولا يعتقد العبويني من خلال حديثه لموقع دويتشه فيله بأن ملف العالقين على الحدود سيؤثر على التقارب بين البلدين.

وفيما يتعلق بملف المعتقلين الأردنيين اعتبره العبويني عقبة في طريق التقارب بين البلدين، وتابع بأنه "لا يمكن وصفه بالانتكاسة"، ويعتقد العبويني بأن لائحة الاتهام لهؤلاء المعتقلين قد تكون مرتبطة بقضايا تهريب أو قضايا سياسية وأمنية.

ويشير العبويني خلال حديثه لدويتشه فيله إلى أن ملامح التقارب السياسي بين البلدين تجلت مؤخرا بالتقارب بين البرلمانين السوري والأردني. ووفقا للعبويني، فإن ملامح التقارب السياسي الرسمي بين البلدين لم تتضح بعد، وذلك لوجود أطراف سياسية أخرى قد تؤثر في عملية التقارب، كالولايات المتحدة وروسيا حسب اعتقاده.

الجريدة الرسمية