الصلح خير بين "الجيوشي" و"روزاليوسف"
بصحبة عدد من زملائى على رأسهم الدكتور "سعد الزنط" والإعلامي الكبير الأستاذ "أحمد إبراهيم"، زرنا الدكتور "سعد الجيوشى" وزير النقل الأسبق في مكتبه، وبادرته بسؤال: هل ترغب في حبس الصحفيين؟.. انزعج الرجل، وقال: كيف يحدث هذا وأنا أحسب نفسي من المدافعين عن حرية الصحافة والكلمة، وأرى في حريتهما ضمانة للوطن من كيد الأعداء الذين يتربصون بنا ويخوضون معركة قوامها الكلمة المزيفة الضالة، وليس لنا في مواجهة ذلك إلا بالكلمة الحرة النزيهة.
قلت: ولكنك حصلت على حكم قضائى بحبس زملاء من "روزاليوسف".. دار بيننا حوار ثرى عن الحرية المسئولة وكلمة الحق التي يطلقها كاتبها رغبة منه في كشف الحقيقة وليس الإساءة إلى الآخرين.. قلت: لسنا ملائكة وأي عمل قد يشوبه بعض الأخطاء وموضوع صحفي جانبه الصواب ووقع في المحظور لا يعنى أن الصحافة المصرية ليست بخير وأن هناك حلولا أكثر تأثيرا من الحبس ومنها الاعتذار وهو أمر معروف على مستوى العالم.
أعترف أن الرجل كان متفهما لما نناقشه فيه، وأعترف أنه استجاب للأمر رغم أن ما نشر أصاب ابنه الشاب الخلوق "رامى الجيوشى" في أكل عيشه، وأساء إليه بين رفاقه وتسبب للأسرة في آلام موجعة.. "رامى" نفسه الذي كان متشبثا بحقه في تنفيذ الحكم القضائى استوعب النقاش، وأكد أن الهدف من اللجوء إلى القضاء هو بمثابة رد اعتبار، وليس من المتصور أنه يقبل حبس صحفي أخطأ، خاصة وأن الجماعة الصحفية المصرية لا تزال بخير وتتحمل مسئوليات وطنية كبيرة.
انتهى اجتماعنا بصلح يعيد لـ"رامي" وأسرة الدكتور "الجيوشي" حقوقهم، وبالفعل التزم زملاؤنا بـ"روزاليوسف" بنشر اعتذار في العدد الماضى من مجلة "روزا" وفي عدد الأحد الماضى من الصحيفة الورقية، لنكرر من جديد ما طالبنا به نقابتنا من تفعيل التدريب وفتح المجال أمام المواطنين والمسئولين للجوء إلى بيت الصحفيين للحصول على حقوقهم في حال الإساءة، حتى لا نصبح ملطشة لسيل من العقوبات التي أوردتها لائحة العار التي صدرت عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.