رئيس التحرير
عصام كامل

سيدة في دعوى خلع: زوجي كان بيجيب حبيبته الشقة ليجلس معها أمام عيني

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعيدا عن صخب القادمين والراحلين عن المبنى المخصص للمحامين وتقديم دعاوى الطلاق والخلع في محكمة الزنانيري بحي شبرا في القاهرة، جلست "منال. م." في ركن منزوٍ تتابع في صمت ما يدور حولها بعين جامدة وعقل شارد نحو البعيد، فيلفت انتباهك للوهلة الأولى الدمعة الجامدة في عينيها ونظرتها المثبتة على نقطة ما في أرضية القاعة، لا تتدخل في النقاشات التي تدور عادة بين سيدات المحكمة قبل أن يحين موعد دخولهن.


تخرج عن صمتها وتتحرك الدمعة الساكنة حين تسألها "في أي قضية حضرتِ اليوم؟!"، تشرع في البكاء قائلة: "أنا حكايتي ميصدقهاش عقل، حكاية قصة حب طويلة انتهت بزيجة فاشلة وزوج بتاع ستات لم يتورع في إحضار حبيبته لبيت الزوجية وأمام عيني!".

بدأت قصة منال مع الزوج الذي يعمل مديرًا للصيانة بإحدى الشركات الخاصة، تزوجت منه في نهاية عام ٢٠٠٥، وأثمر الزواج عن إنجاب ثلاثة صبية.
قبل عامين، وحينما علمت أن نزواته التي لا حد لها أودت به في النهاية إلى عقد النية على الزواج من سيدة أخرى، كان على علاقة بها منذ عدة سنوات دون علمي.

وتروي «منال» قصتها، قائلة: "هو كان عارفها من زمان، أنا عارفة إنه بيحب الستات، وكان كل يوم مع واحدة لكن علشان باحبه كنت باتحمل وباقول هو في النهاية هايرجع لي ولأولاده، لكن المرة دي جابها البيت وقال لي دي صاحبتي وحبيبتي وهانتجوز، قفل عليا الغرفة وجلس معها في الصالة يأكلان سوا وسمعت بأذني كلمات الغزل اللي كان بيقولها ليها، لم تقصر العشيقة أيضا في المشاركة بهذه التمثيلية الهزلية، وإتمام مشاهدها، فراحت تضحك بصوت عال لتسمع الزوجة القابعة في غرفتها لا حول لها ولا قوة، قال لي: إن كان عاجبك دي بعد كام شهر هاتكون زوجتي".

وحسب رواية الزوجة: "في نهاية سبتمبر الماضي أعاد زوج منال على سمعها نيته الزواج من هذه السيدة بعدما داوم على إحضارها لمنزل الزوجية والجلوس معها لساعات طويلة، أمر الأبناء الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين الـ١٤ حتى الثمانية أعوام، بأن ينادوها "ماما"، وأصبحت هي التي تذاكر لهم وتخدمهم وتأكلهم، بينما طرد الزوجة الأولى من الشقة بعد زواجه بنحو شهر".

وأضافت: "والدي ووالدتي متوفيان من زمان وعشت مع أختي في منطقة بشبرا مصر لحد ما اشتغلت في مشغل جنبنا، وجمعت قرشين أخدت سكن لي بالقرب منها، وعايشة فيه وحدي بعدما كره الأولاد فيَّا وخوفهم من أنهم يلتقوا بي".

وتتحدث «منال» أنها فور خروجها من المنزل طلب الابن الأكبر من والده أن يذهب للقاء والدته، فما كان من الأب إلا أن نهره وضربه ضربا مبرحا، حتى خشي بقية الأبناء من المطالبة فقط برؤيتها ولو ليوم واحد".

واستطردت: "أنا عارفة إنه صعب أولادي يرجعوا لكن ملقتش قدامي غير قضية الخلع أخلص بيها منه، ولو ربنا أراد هايرجعوا وهاشوفهم في يوم من الأيام، ومر عام كامل ولم أرَ أبنائى الثلاثة نهائيا خلال هذه المدة، وما زلت أنتظر الظروف التي يمكن أن تجمعنى بهم، وأنا أعرف مدرسة لهم في المدرسة بتحاول ترتب موعد أقابلهم، لكن زوجي في كل مرة بيعرف وفضحها وسط المدرسة".

تبدو تفاصيل وفصول حكاية منال مألوفة معظمها عند البعض، إلا أن ما يميزها عن غيرها ويجعل العشرات من علامات الاستفهام حولها، قصة الحب التي استمرت لسبع سنوات بين منال وهذا الزوج، لم تعرف الحب إلا من خلاله، كان لها الحبيب والصديق والأخ والوالد بعد أن توفي والدها، موضحة: "استنيته لما خلص كلية وجيش، تنازلت عن حاجات كثيرة علشانه، مكملتش تعليمي.. مشتغلتش، رضيت أتزوج في غرفة واحدة وصالة علشان ماكنش قادر يكوِّن نفسه، بدأنا من الصفر مع بعض، وبعد كل ده تركني من أجل امرأة أخرى، وأخيرًا أكملها بحرماني من أبنائي".
الجريدة الرسمية