رئيس التحرير
عصام كامل

مصر و"ملكة المقاتلات" والتهديد الأمريكي!


بينما كانت الاستعدادات جارية للقاء الرئيس "السيسي" أمس بالرئيس الأمريكي كانت هناك مباراة من نوع آخر تتم.. فالبيت الأبيض ثم وزير الخارجية الأمريكية "بومبيو" يعلنونها صريحة: "سنفرض عقوبات على مصر حال شرائها مقاتلات سو 35 "!


الإعلان تم أمس بتصريح صحفي من مصدر مسئول بالبيت الأبيض، وتصريحات لـ"بومبيو"، وإن كانت التصريحات بناء على سؤال خبيث من جهات شريرة، لكن بيان البيت الأبيض من خلال أحد دبلوماسييه ليس كذلك..

أصل القصة أن صحيفة "كوميرسانت" في 18 مارس الماضي قد أعلنت عن تعاقد مصر مع روسيا لشراء 20 طائرة من طراز "سو 35"، في حين نفت المؤسسة الحكومية الروسية لتصدير الأسلحة أو "روس أوبورون إكسبورت" توقيع الصفقة، رغم تأكيدها على استعداد روسيا لها.. وهو ما أكده بنفسه نائب رئيس الشركة "سيرجي كورنيف" لوكالة "انترفاكس" الروسية من أمنياته أن يشمل الاتفاق مصر!

لكن في المقابل احتفلت صفحة "إيجي ارمي" المتخصصة في الشئون العسكرية بأنباء اتمام الاتفاق، واحتفلت بالتوقيع!

وقبل تحليل الموقف كله نقول إن "سو 35" أحدث طائرات العالم، ويطلقون عليها "ملكة المقاتلات" لقدرتها الفائقة على المناورة، فضلا عن قدراتها القتالية وما تحمله من ذخيرة تصل إلى 14 طنا، وقدرتها على التعامل مع عشرة أهداف في وقت واحد جوية أو أرضية، فضلا عن دقة الإصابة من مسافات بعيدة، وبالنسبة لمصر وظروفها تكون ميزة مهمة في الطائرة هي مدى الطيران الذي يصل بوضع خزانات وقود إضافية إلى 4500 كيلو متر، بما يزيد بـ 1500 كيلو متر عن مدى "الرافال" ثم سرعتها الرهيبة التي تصل إلى 2700 كيلومتر في الساعة، أي أسرع بـ 700 كيلو عن "الرافال" رغم القدرات الكبيرة للـ"رافال"!

ومن هنا يأتي الخوف الأمريكي الذي يعتمد في تهديده إلى قانون أصدره "ترامب" العام قبل الماضي، اسمه "قانون معاقبة أعداء الولايات المتحدة"، وبسببه تعتبر أمريكا -شوفوا البجاحة- شراء هذه الطائرة المتطورة تعاونا مع أعداء الولايات المتحدة أي روسيا!

السؤال: هل وقعت مصر العقد فعلا؟ أم مناورة مصرية أطلقناها قبل زيارة الرئيس الحالية للولايات المتحدة لنمتلك قدرات تفاوضية أكبر؟.. في كلتا الحالتين مصر ربحت.. إن حصلنا على الطائرة التي تزيد الواحدة منها على نصف مليار جنيه، وإن كانت تسريبات مقصودة نكون أدرنا مفاوضاتنا مع واشنطن بأوراق لعب متنوعة ومهمة سيكون لها مقابل قطعا!
الجريدة الرسمية