رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ثورة الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي.. و"بوتفليقة"


خاضت الجزائر ثورتين عظيمتين خلال تاريخها: الأولى كانت ضد الاستعمار الفرنسي الذي احتل البلاد منذ عام 1830 ودام لمدة 132 عاما بالتمام، ودامت الثورة طيلة سبع سنوات ونصف السنة من الكفاح المسلح، والعمل السياسي، وانتهت بإعلان استقلال الجزائر في الخامس من يوليو عام ١٩٦٢، بعد أن سقط فيها أكثر من مليون ونصف المليون شهيد..


أما الثورة الثانية فقد خاضها الشعب الجزائري ضد الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الذي كان ينوي الترشح لولاية خامسة، حيث امتلأت شوارع العاصمة ومختلف المدن الجزائرية بمئات المتظاهرين، مطالبين برحيل النظام بأكمله، وأسفرت عن تقديم "بوتفليقة" استقالته بعد ٢٠ عامًا في منصب رئيس الجمهورية، قبل انتهاء مدة ولايته الحالية في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، وتخليه عن السلطة جراء ضغط المتظاهرين، والعمل على ضمان أمن واستقرار البلاد..

الثورة الأولى ضد الاستعمار الفرنسي ساهم في نجاحها الدور المصري للثوار، ووقوف الرئيس "جمال عبد الناصر" بجانبها، وهو ما أكده المجاهد "أحمد بن بيلا" في مذكراته، حيث استعرض استقبال "عبد الناصر" له وقيامه بإمداد المجاهدين بالسلاح، ولم تتخل مصر عن زعماء الثورة الجزائرية وهم في معتقلاتهم، وكانت أسباب اشتراك فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر هو المساندة المصرية للثورة الجزائرية..

الثورة الثانية بطلها الشعب الجزائري الذي انتفض على النظام بأكمله وله مبرراته الشرعية بأن "بوتفليقة" منذ أن أصيب بجلطة دماغية عام ٢٠١٣ وهو مختفٍ تمامًا، وساءت حالته الصحية التي لا تمكنه من حكم البلاد، واتهامات للمحيطين به بأنهم قد استولوا بغير حق على مقدرات الشعب الجزائري.. على العموم انتهى عهد "بوتفليقة" بعد انتفاضة شعبه، وأصبحت الجزائر على مشارف عهد جديد، يجب خلاله الحفاظ على أمن واستقرار البلاد والانتقال الديمقراطي الذي يصب في مصلحة الدولة.
Advertisements
الجريدة الرسمية