لماذا تقود الإخوان معركة حياة أو موت ضد الجيش الليبي؟.. «حفتر» مقبول من أطياف واسعة داخليا وخارجيًا.. تدعمه التيارات السلفية المعتدلة بالمنطقة.. وباحث: «المشير» أصح معادلة سياسية ل
دخل الصراع بين المشير خليفة حفتر، والجماعات الدينية المتطرفة ساعات الحسم، يتصدر الرجل الآن ساحات الأخبار العالمية، في ظل إصراره على طرد الميليشيات الدينية المتطرفة من كافة ربوع ليبيا، وتعهده بتطهيرها من «الجماعات الإرهابية» مهما كان الثمن.
تحركات الساعات الأخيرة
تتحرك جماعة الإخوان الإرهابية، بمساعدة مؤيديها، سواء من الحكومات، أو منظمات المجتمع المدني، للترويج لصورة شيطانية عن حفتر، وكيف سيعود الرجل ببلاده إلى عصر الحكم الاستبدادي على غرار حكم القذافي، ويروجون أنه يحاول استئصال الفكر الإسلامي المعتدل، على الرغم من اجتياح العصابات الداعشية والدينية المتطرفة للبلاد منذ 2011 وحتى الآن، وتحكمها في مقدرات ليبيا وقرارها السياسي.
تغفل الإخوان أن حفتر مدعوم من مختلف الفصائل السلفية، التي عانت لسنوات من إمدادات الطاقة المتقطعة، والتضخم المرتفع، والعملة المتراجعة، وتفشي العنف بشكل غير مسبوق، والاتجار والعنف الجنسي على نطاق واسع، وهي سلوكيات تهدد كيان الدولة، وتوجد من وجهة نظر قائد الجيش، ضرورة قصوى لضرب الجماعات الإرهابية، وتطهير البلاد منها للأبد، ووضع حد لهذا السيناريو الأسود.
خريطة تحالفات حفتر
يتمتع المشير حفتر، بدعم مختلف الفصائل السلفية، وخاصة التي تدرك جيدا أن المعركة الدائرة على الأرض، فكرية وعقائدية وسياسية في المقام الأول، لإعادة ليبيا إلى فلك الحياة المدنية مرة أخرى، الكابوس الأيدلوجي الذي ترتاب منه تحالفات الإخوان، وتراه مشروعا معاديا للدين للعرب والعربية، وهذه الأسباب تحديدًا، تجعل حفتر مقبولا دوليًا للغرب، أكثر بكثير من حكومة السراج التي يحتمي خلف مشروعيتها أطياف عدة من التيارات التكفيرية.
ويضم تحالف المناهضين لحفتر، مساحات واسعة من الإسلاميين، بداية من تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة، ومجلس شورى ثوار بنغازي، المدعوم مباشرة من جماعة الإخوان الليبية، ومن يضع لهؤلاء جميعا «التكييف الشرعي» هو الصادق الغرياني عضو هيئة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الموالي لقطر، وهي توليفة لا يمكن أن تروق للجيش، ولا يقبل بوجودها على التراب الليبي.
المشير في المواجهة
يسعى المشير خليفة حفتر، إلى ضرب تحالفات الإخوان، التي حولت ميادين عمر المختار التاريخية، إلى معسكرات تدريب للجماعات الإرهابية، القادمة من كهوف الجبال، وفلول الإرهاب في سوريا والعراق ومصر، وبعض العواصم الأوروبية، إذ أصبح بشكل واضح أن هدف ميليشا الإسلاميين، قطع الطريق أمام عملية الكرامة في المنطقة الغربية الليبية، لإعادة تمكين التيارات الدينية من جديد.
الدكتور على الخشيبان، الكاتب والباحث يتفق مع السطور السابقة، ويرى أن العاصمة طرابلس بحكومتها القائمة حاليا خارجة عن السياق الطبيعي للدولة الليبية، موضحا أن الجيش هو المعيار الطبيعي لتعريف الدول وليس المليشيات الإرهابية التي لا تخضع لأي قواعد سياسية، ويمكنها أن تعلن الشقاق بينها في لحظات إذا ما حدث خلل في توازن القوى بينها.
يرى «الخشيبان» أن المشير حفتر هو قائد الجيش الوطني الليبي، وهذه المعادلة هي أصح معادلة سياسية يمكن البناء عليها من أجل إعادة الاستقرار إلى ليبيا وبناء دولة حديثة كجزء من كيان عربي قائم، مضيفا: المواقف التي يسلط الإعلام الضوء عليها توجه البلاد والشعب لمسار مظلم ودمار شامل.