رئيس التحرير
عصام كامل

«رئيس مؤقت».. كلمة السر لحل أزمات الإطاحة بالرؤساء.. «بن صالح» في مهمة تاريخية للجزائر.. عدلي منصور يصل بمصر لبر الأمان.. «سوار الذهب» يحل أزمة السودان.. وزكريا محيي الدي

عبد القادر بن صالح
عبد القادر بن صالح الرئيس المؤقت بالجزائر

ماذا لو حدث أي طارئ واضطر الرئيس لعدم ممارسة عمله، هذا السؤال الذي طُرح منذ بداية ظهور مفهوم الدولة الحديثة، وأعمدتها الممثلة في المجالس النيابية والدستور، كان هو الشغل الشاغل لفقهاء الدستور الذين وضعوا أكثر من صيغة للإجابة عن هذا السؤال.


وفي بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية، كان وجود نائب للرئيس الحل السحري لأي أزمة تطرأ على البيت الأبيض، ونائب الرئيس منتخب شعبيًا واستطاع الكثيرون منهم الوصول لسدة الرئاسة، ولعل اغتيال جون كيندي وتولي نائبه الحكم دليل على فعالية تلك الوسيلة.

لكن في بلاد أخرى كانت الحكومات والمجالس النيابية هي الوسيلة، وفي المنطقة العربية كانت هناك أيضًا نصوص دستورية على من يشغل منصب الرئيس في حالة وجود أزمة، وقد ظهر أهمية تلك النصوص بعد 2011 والإطاحة بأكثر من ديكتاتور عربي، وبالتزامن مع أحداث الجزائر عادت تلك النصوص مرة أخرى لتحل الأزمة من خلال «الرئيس المؤقت».

عبد القادر بن صالح
ففي الجزائر وبعد تنحي الرئيس «بوتفليقة» عن الحكم، تولى عبد القادر بن صالح رئاسة الجزائر بشكل مؤقت لحين إجراء انتخابات رئاسية تحدد مصير الشعب الثائر الفترة المقبلة.

وشارك «بن صالح» في تأسيس حزب جبهة التحرير الوطني، الذي كان الحزب الوحيد الحاكم بين 1962 حتى 1989، لينتخب نائبا في المجلس الشعبي الوطني للمرة الأولى في 1977، ثم أعيد انتخابه مرتين، وفي 1994 أصبح رئيس المجلس الوطني الانتقالي «برلمان المرحلة الانتقالية» الذي أُنشئ بعد حل البرلمان وإلغاء الانتخابات التشريعية في ديسمبر 1991، ثم أصبح نائبا بمجلس الأمة الذي أنشئ بموجب دستور 1996، ليترأسه في 2002 حتى الآن.


عدلي منصور
ما حدث في الجزائر عدّه كثيرون استنساخا من التجربة المصرية، فبعد أن أطاح الشعب المصري بمحمد مرسي وعزله في 30 يونيو 2013، تم تعيين المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسًا للبلاد حتى إجراء انتخابات رئاسية.


سوار الذهب
في عام 1985 تكررت التجربة أيضًا برئيس مؤقت هو المشير عبد الرحمن سوار الذهب، أحد أبرز الشخصيات في تاريخ السودان الحديث، والذي تولى السلطة عقب انتفاضة أبريل 1985 وسلمها لرئيس منتخب بعدها بعام واحد.

وصل سوار الذهب للحكم بعد التحرك الشعبى لإسقاط حكومة جعفر النميري في أبريل 1985 في مرحلة انتقالية، وعقب تسليمه مقاليد السلطة لأحمد الميرغنى بعد انتخابه رئيسا لجمهورية السودان آنذاك، اعتزل العمل السياسي تماما.


صوفى أبو طالب
وفي تاريخ مصر أيضا، يوجد صوفي أبو طالب ضمن قائمة الرؤساء المؤقتين الذين جاءوا كحل مؤقت للأزمة فتولى منصب رئيس الجمهورية لمدة 8 أيام بالنيابة وذلك بناءً على كونه رئيسًا لمجلس النواب، بعد اغتيال الرئيس السادات 1981.

وعن مسيرته السياسية، ففي عام 1976 انتخب صوفي أبو طالب عضوًا بمجلس النواب عن دائرة طامية بالفيوم، وكان حينها رئيسًا للجنة التعليم بالمجلس، وفي عام 1978 تولى رئاسة مجلس النواب بالإضافة إلى منصب رئيس لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية بالمجلس.


أحمد حسن الخطيب
أحمد حسن الخطيب تولى أيضا رئيس الجمهورية السورية في مرحلة انتقالية من نوفمبر 1970 حتى فبراير 1971، خلفًا للرئيس نور الدين الأتاسى، وذلك بعد الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الراحل بشار الأسد خلال تقلده لمنصب وزير الدفاع، ورئيس الأركان العماد مصطفى طلاس، في 16 نوفمبر 1970.

اقتصر دور الخطيب على أداء وظيفة شرفية، وذلك لحين استكمال ترتيبات استلام الرئيس حافظ الأسد مقاليد الحكم.


زكريا محيي الدين
وكذلك زكريا محيى الدين فهو من أبرز قيادات الضباط الأحرار منذ قيام ثورة يوليو 1952، وكان رئيس وزراء ونائبًا لرئيس جمهورية مصر العربية، كما كان أول رئيس لجهاز المخابرات العامة المصرية، وتولى منصب رئيس الجمهورية عام 1967 بعد محاولة تنحى عبد الناصر عن الحكم عقب النكسة.

وتم إسناد الحكم له لمدة يومين فقط، ولكن المصريين نظموا العديد من التظاهرات المطالبة بعودة جمال عبد الناصر إلى الحكم، وعندما عاد عبد الناصر استقال زكريا من منصبه، ليقرر بعدها اعتزال العمل السياسي ويطوى معه آخر صفحة في كتاب نشاطه السياسي والتنفيذي والقيادى، وتوفي في 15 مايو 2012.
الجريدة الرسمية