رئيس التحرير
عصام كامل

"السيسي" و"ترامب".. و"قمة الوجه الأمريكي المكشوف"!


عندما يقرر اللصوص سرقة بنك أو منزل كبير، فسوف يجتمعون ويدرسون ويخططون، وربما استعانوا بعصابات أخرى.. وقد يقررون موعدا للعملية، ثم في اللحظات الأخيرة يقررون تأجيله أو تغييره، ورجالهم في كل الأحوال ذاهبون وعائدون من أمام البنك أو من أمام المنزل الكبير.. هل يعني ذلك أي رضا أو موافقة من مسئولي البنك أو من أصحاب البيت على السرقة؟! مغفل من يقول نعم..


وغبي من يقول أيوه.. ونحن في غنى عن الحديث عن مغفلين وأغبياء.. ولكن ليس جديدا على الولايات المتحدة أن تفكر في إخضاع مصر وتركيعها.. هناك من بعد "جمال عبد الناصر" من فتح شهيتها لذلك، وهناك من أرسى أسسا لمرحلة جديدة بعد 2014، بدأها بعبارة مهمة نعيد تذكير الناس بها هي وأشياء أخرى.. فالذاكرة المصرية جزء من الذاكرة العربية، وكلاهما يحتاج دائما إلى محاليل تنشيط الذاكرة، خصوصا أن الذكرى تنفع المؤمنين..

الرئيس بدأ عهده بعبارة "لست ملتزما بالأدبيات السابقة للعلاقة مع الولايات المتحدة"، وقال ذلك في ظل إدارة أوباما المتشددة ضد مصر، والتي كانت تجاهر بعدائها لمصر وللسيسي معا.. سيسأل أحدهم.. وما الدليل على ذلك؟ ونقول: السؤال عن الأدلة دليل على الجهل بالموضوع كله، ومع ذلك نقول إنه في سبتمبر 2013 وبعد أسابيع من 30 يونيو، كانت افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز تطالب بقطع المعونة الأمريكية عن مصر..

وتحدث بذلك وقتها الثور الأمريكي الهائج "جون ماكين" وبعده "كيلي إيوتي" عضوة الكونجرس، واستمر توزيع الأدوار الأمريكي عن المعونة من وقتها وحتى أواخر العام الماضي، أي قبل أشهر قليلة عندما هدد ترامب غاضبا بقطع أي دعم عن الدول التي ستتحدى قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس..

ومع ذلك لم ترفض مصر القرار فحسب وإنما قادت الرفض داخل الأمم المتحدة أيضا!

حتى 25 أبريل 2014 ورغم حاجة مصر لأسلحة بعينها لمواجهة الإرهاب، إلا أن أمريكا كانت تحتجز صفقة الأباتشي لمصر، ومعها بعض طائرات إف 16 لم تخضع مصر، ولم تصرخ بل كان الرد في فبراير 2015 بإعلان التعاقد على الرافال الفرنسية، وفي أواخر 2016 أعلن في روسيا عن أسلحة جديدة ستحصل عليها مصر بداية 2017، كان من أهمها المروحية كا 52 الرهيبة التي في نظرنا تتفوق على الأباتشي!

في يونيو 2015 تتسرب الأنباء عن قرب استقبال الكونجرس لما يسمي وفد "برلمان الإخوان في الخارج"، فما كان من "ستيفن بيكرويفت" السفير الأمريكي بالقاهرة إلا أن وجد نفسه في قلب الخارجية المصرية، ويمكن الرجوع لمقالنا وقتها بعنوان "مغزي بهدلة السفير الأمريكي في مبني الخارجية" للتعرف على تفاصيل ما جري!

اللقاء السابق لم يكن وحده الذي كتبناه في حينه.. وإنما عن كل ما سبق كتبنا وفي حينه.. وليس من مسئولياتنا منح الآخرين جرعات من عقاقير تقوي الذاكرة.. ولا وقف استغفال الإعلام الشرير.. كل ما نمتلكه هو تذكير بمعلومات أخرى في فضح جديد لإعلام الكذب والشر غدا إن شاء الله، لنختتم المقالات بكلام أيضا على المكشوف عما يتردد بل وعما سيجري!
الجريدة الرسمية