"فساد وتبادل اتهامات" عنوان الانتخابات الإسرائيلية.. رئيس وزراء الاحتلال يمشي على خطى صديقه لاستعادة شعبويته.. يصدر وعدا مثيرا للجدل.. ومنافسه العسكري العنيد يضع مستقبل نتنياهو السياسي على المحك
تحتدم المنافسة بين رئيس الوزراء نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني وقائد الجيش السابق غانتس مرشح حزب أزرق أبيض الوسطي على الفوز في الانتخابات الإسرائيلية، وتشير استطلاعات الرأي إلى تقارب مقاعد الفريقين.
أقبح حملة انتخابية
وعقب ما وصفه البعض بـ "أقبح حملة انتخابية على الإطلاق"، بدأ الإسرائيليون الإدلاء بأصواتهم اليوم الثلاثاء في انتخابات تشريعية تنطوي على رهانات كبيرة يقررون فيها الإبقاء على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لولاية خامسة قياسية، رغم مزاعم الفساد التي تُحيط به، أو استبداله بقائد عسكري سابق حديث العهد في السياسة.
وتسبب ظهور قائد الجيش السابق الذي يحظى بشعبية، بيني غانتس، بالمشهد السياسي، بالتزامن مع سلسلة من فضائح الفساد متهم بها نتنياهو، تضع الأخير أمام أكبر تحدٍ له منذ سنوات.
وتحتدم المنافسة بعد أن تحالف غانتس مع المشرع يائير لابيد لتشكيل حزب أزرق أبيض الجديد الوسطي، والذي تفوق بشكل طفيف في معظم استطلاعات الرأي على حزب ليكود اليميني، حزب نتنياهو.
ويحق لنحو 6.3 مليون شخص التصويت لصالح نحو 40 حزبا، وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت العالمي الموحد (توقيت غرينتش) وستغلق الساعة السابعة مساء في معظم المناطق بينما لا يتوقع أن تصدر النتائج قبل صباح الأربعاء.
خصم عنيد
ويشكّل قائد الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس خصمًا لا يُستهان به في وجه رئيس الوزراء المخضرم، نظرًا إلى سجلّه العسكري وتعهّده بإصلاح الأضرار التي أحدثها نتنياهو جرّاء سياساته التقسيميّة، وستكون الانتخابات بمثابة استفتاء على نتنياهو البالغ من العمر 69 عامًا والذي اكتسب سمعة ضامن الأمن والنموّ الاقتصادي في البلاد، غير أنّ شعبويّته ومزاعم الفساد التي تحيط به جعلت الكثيرين على استعداد للتغيير.
"إنجازات" نتنياهو مقبل وعود غانتس
وحشد نتنياهو معسكرًا يمينيا متشددا ضد الفلسطينيين وسلط الضوء على إنجازاته على صعيد السياسية الخارجية الإسرائيلية وهي ثمرة علاقاته مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأصدر نتنياهو تعهّدًا مثيرًا للجدل قبل 3 أيام فقط من الانتخابات حول اعتزامه ضمّ مستوطنات في الضفة الغربية في حال فوزه، وسعى أيضًا إلى تقديم نفسه على أنّه رجل الدولة الأساسي في إسرائيل، والتقى خلال فترة الحملات الانتخابية ترامب، إضافة إلى الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والبرازيلي يائير بولسونارو.
وسلّط نتنياهو الضوء على اعتراف ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل، واعترافه بالسيادة الإسرائيليّة على مرتفعات الجولان، وفي الوقت نفسه، استخدم نتنياهو تكتيكات مشابهة لتلك التي يستخدمها ترامب، واصفًا تحقيقات الفساد بحقه بأنها "حملة مطاردة شعواء"، ومنددًا بالصحفيين الذين يقومون بتغطيتها.
مزاعم الفساد
أما غانتس، المظلّي السّابق البالغ 59 عامًا والذي شكّل تحالفًا وسطيًّا لتحدّي نتنياهو، فاستند إلى مزاعم الفساد ضدّ رئيس الوزراء لإثبات أنّ أوان رحيله قد آن.
كما وصف تعهّد نتنياهو بضمّ المستوطنات بأنه محاولة "غير مسئولة" للحصول على أصوات الجناح اليميني، وبالنسبة إلى موقفه من هذه القضيّة، يقول غانتس إنّه يفضّل "اتّفاق سلام مدعوم دوليًا" يلحظ احتفاظ إسرائيل بكتل استيطانيّة كبيرة في الضفة الغربيّة وبالسيطرة الأمنية على المنطقة، لافتًا إلى معارضته أيّ خطوات أحاديّة.
وأضح غانتس لإذاعة الجيش الإسرائيلي الإثنين: "هناك حاجة إلى التغيير، وهناك فرصة لهذا التغيير، وإسرائيل تحتاج إلى اختيار اتّجاه الوحدة والترابط والأمل... أو التطرّف".
تحقيق الغالبية
ومنحت استطلاعات الرأي حزب نتنياهو "الليكود" وتحالف "الأزرق والأبيض" نفس عدد المقاعد في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.
وبحسب هذه الاستطلاعات التي تُعطي كلّ طرف ثلاثين مقعدًا، لن يكون بإمكان أيّ منهما تحقيق الغالبية المطلوبة لتشكيل حكومة، وسيحتاجان إلى تشكيل ائتلاف حكومي. لكن كانت هناك تحذيرات متكرّرة من عدم موثوقيّة الاستطلاعات التي لا يُمكن الاعتماد عليها تبعًا لتجارب تاريخيّة، كما أنّ ناخبين كثيرين لا يزالون متردّدين.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو سيكون هو الشخص الذي سيشكل الائتلاف المقبل، وإذا فاز نتنياهو، سيكون أول رئيس وزراء يتجاوز الفترة التي أمضاها الأب المؤسس للدولة ديفيد بن جوريون في المنصب.
وشغل نتنياهو هذا المنصب لأكثر من 13 عامًا مرسّخًا نفسه بقوة في قمة العمل السياسي في إسرائيل، إلى درجة أنّ البعض أطلقوا عليه لقب "الملك بيبي".
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل