رئيس التحرير
عصام كامل

ألقوه في حفرة عمقها 14 مترا.. تفاصيل مقتل نجار مسلح بحلوان.. مقاول يغري المجني عليه ماديا للعمل معه.. اكتشف عملية تنقيب عن الآثار.. هددهم بالشرطة فـ«دفنوه حيا».. والدفاع المدني تستخرج الجثة

فيتو

خرج من منزله مودعا زوجته وأبناءه، أملا أن يكون العرض المغري الذي تلقاه من بعض الأشخاص فاتحة خير لتلبية نفقات أبنائه الدراسية، وتوفير علاج زوجته التي أنهكها المرض، لكن لم يعرف أن العرض المغري سيكون سببا في مقتله بطريقة بشعة.


"محسن.ف" في العقد الخامس من عمره، يمتلك ورشة نجارة صغيرة، يوفر متطلبات أسرته بالكاد، لم يصدق نفسه عندما عرض عليه بعض الأشخاص، إنهاء بعض الأعمال بمجال تخصصه، مقابل 500 جنيه للساعة الواحدة، لم يفكر كثيرا فالمسئوليات تلاحقه من جميع الجهات.. وأخبر زوجته وطمأنها بعودته محملا بالأموال الكافية لعودة ابنته لدروسها بعد أن توقفت لعدم قدرتهم على الدفع.

ودع المجني عليه زوجته وأبناءه، وظل طول الطريق يفكر في كيفية أن يكثف عدد الساعات ليحصل على أكبر ربح مادي، خاصة وأن العرض بالنسبة له "خبطة العمر" مثلما ذكر لزوجته، لكنه لم يكن يعلم أنها ستؤدي لوفاته غدرا.

وعندما وصل "محسن" لموقع العمل بدأ عمله كنجار مسلح "سقالة"، وبعد وقت قليل من عمله اكتشف أن الغرض من "السقالة" هو التنقيب عن الآثار بمنزل صاحب العمل، في بداية الأمر فكر في قضاء اليوم في عمله معهم ثم الاعتذار لهم خاصة وأنه في أمس الحاجة للمال، لكن قرر مواجهتهم وهددهم بإبلاغ الشرطة، ليفاجئ بطلب صاحب المنزل من العاملين معه، بإلقائه داخل الحفرة على عمق 14 مترا وإلقاء أحجار عليها ليصعب نجاته من الموت.

ظلت "عفاف" زوجة محسن تبحث عنه والقلق يقتلها، حتى وجدت رقم صاحب العمل الجديد بورقة داخل ملابس زوجها، فقامت بالاتصال به لتتفاجئ برده عليها بأنه لم ير زوجها منذ ثلاثة أيام بالإضافة إلى سفره إسكندرية ولا يعلم شيئا عن زوجها، وهنا بدأ الشك يتزايد على زوجها حتى وصل ذروته.

خرج أبناء "محسن" للبحث عنه وسؤال أصدقائه عليه، لكن دون فائدة، ولعبت الصدفة دورها في معرفة مصير الزوج المختفي، وذلك عندما وجد "على" نجل "محسن"، صديق والده ليرشده على المنزل الذي كان يعمل به "محسن"، وعند وصول "على" وجد الباب مغلقا ظل يطرقه دون جدوى، فقرر كسر الباب ليجد أدوات والده وأجزاء من ملابسه وجثة والده ملقاة بحفرة عمقها 14 مترا وعليها العديد من الحجارة.

وبإبلاغ الشرطة التي دفعت بقوات من الدفاع المدني التي ظلت 3 أيام، تحاول استخراج الجثة، وتبين من تحريات المباحث أن المتهمين كانوا ينقبون عن الآثار وعند علم المجني عليه بنيتهم سارع بالتوقف عن العمل، وعند خروجه قرروا التخلص منه بدفنه حيا، ولا تزال النيابة تحقق بالواقعة للوصول لتفاصيل جديدة بالقضية.

وكان تلقى قسم شرطة المعصرة بلاغا بقيام مجموعة من الأشخاص بالتنقيب عن آثار داخل أحد المنازل الكائنة بالمعصرة البلد بالقرب من نهر النيل، وعلى الفور خرجت قوة من دائرة القسم بقيادة النقيب أحمد عوض، رئيس العمليات بقسم شرطة المعصرة والنقيب كريم عبد العاطى، معاون مباحث القسم، والأمين محمد عبد الصمد بلوكامين، المباحث والقوة المرافقة إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين وجود حفرة تبلغ 14 مترا، بداخل منزل بشارع فايد الشيخ بالمعصرة البلد وأدوات للتنقيب عبارة عن "فأس وكوريك وحبال ومعدة لشفط المياه".

وأوضحت التحريات، التي أجراها كل من النقيب نادر جميل رئيس التحقيقات والملازم محمد إيهاب معاون الضبط بقسم المعصرة، أن وراء عملية التنقيب محمود عبد المنعم "٤٠ سنة"، طارق مصطفى "٣٥ سنة"، مقاولان ومحل إقامتهما طرة البلد، وبإعداد الأكمنة ومراقبة خط سيرهما تم ضبطهما وبمناقشتهما أقرا بارتكابهما الوقعة واعترفا بسقوط أحد العاملين "محسن. ف" 50 سنة نجار مسلح ومقيم بطرة البلد بداخل الحفرة أثناء بناء السقالة.

وتم إخطار اللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة بالواقعة، وتحرر محضر بالواقعة وباشرت النيابة العامة التحقيقات.
الجريدة الرسمية