«التنويم المغناطيسي».. وسيلة الدجالين لارتكاب الجرائم.. أطباء علم نفس يكشفون حقيقة «العلم المزعوم».. الجهل والاستسلام كلمة السر للوصول لمنطقة «اللاشعور».. والإيحاء سبب ال
تنويم مغناطيسي، بالأمس كان المصطلح دليلا على علم لم يثبت وجوده بعد، لكن الآن بات القرين الأساسي لكل جريمة بعد أن استغله دجالون من أجل ارتكاب أعمالهم الإجرامية سواء كانت قتلا أو اغتصابا أو حتى إيهام الجالس أمامهم أنهم يتمتعون بصفات خارقة.
وبالأمس كشف عثمان أبو بكر خلال مداخلة هاتفية على قناة «الحدث اليوم» تفاصيل اختطاف ابنة أخيه «آلاء» طالبة في الفرقة الثانية كلية الدراسات العربية الإسلامية ببني سويف، موضحًا أن دجالا يدعي أنه معالج روحاني اعترف على نفسه بأنه خطف «آلاء» بطريقته الخاصة عن طريق التنويم المغناطيسي.
وأوضح «أبو بكر» أن بعد محاولات البحث اتضح أن الدجال من محافظة أسوان ومقيم في منطقة حلوان، مناشدا وزير الداخلية بالتدخل والبحث عن الدجال وكل من يتعاون معه لأنهم هاربون من أحكام قضائية وعودة الفتاة لأهلها.
علم قديم
وعن طبيعة التنويم المغناطيسي، يقول محمد مذيد أستاذ الطب النفسي، إن التنويم المغناطيسي هو علم قديم يستخدمه بعض الأطباء النفسيين بجانب أساليب وطرق علاجات أخرى كالعلاج المعرفي والسلوكي والاجتماعي العاطفي، وأيضا مع تناول عقاقير معينة كعقار LCD، ليسترخي المريض ويحكي كل ما بداخله، ولابد أن يكون المعالج النفسي لديه خبرة كبيرة في هذا المجال وعلى معرفة ودراية عالية به.
وأضاف «مذيد» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن أنواعا معينة من البشر من يستجيبون لهذا العلاج، فلابد أن يكون الشخص المراد علاجه قابلا للإيحاء، له كاريزما معينة، جاهل غير مثقف ضعيف الشخصية، يتقبل أي شيء ويصدقه، ليس لديه أفكار أو معتقدات، أو كما نطلق عليه شعبيا «فاضي من جوه».
استغلال الدجالين
وأوضح أستاذ الطب النفسي، أن الدجالين الذين يتاجرون بالدين وبالمهنة يستغلون هذا الأمر، وخاصة أن نسبة كبيرة من الشعب المصري غير مثقف، فضلا عن زحام الإعلانات التي تحاصرهم من كافة الجوانب، لمن يدعون أنهم شيوخ روحانيون يعالجون الناس بالسحر والشعوذة، منوها على أنهم يجعلون الشخص في حالة من الاسترخاء العميق لكل أعضاء جسمه، فيفقد السيطرة على نفسه ويدخل منطقة اللاشعور، ويخرج ما بداخله من مشاعر أو أفكار.
الشخصيات الهستيرية
ومن جانبه، يقول أنور حجاب أستاذ الطب النفسي، إن التنويم المغناطيسي علم نفس قديم قلّ استخدامه في الوقت الحالي نظرًا لحاجته لجهد كبير ويأتي بنتائج ضعيفة جدا، كما ظهرت علوم أفضل منه وذو جدوى عالية، كما أنه لا يصلح مع جميع المرضى، إذ يتطلب شخصيات لديها إيحاء «هستيرية».
وأوضح «حجاب» لـ«فيتو»، أنه عند استخدام هذا التكنيك يضع المعالج المريض في منطقة وسط بين الشعور واللاشعور، يطلق عليه في علم النفس «قبل الشعور»، وفي تلك المرحلة يحكي المريض كل ما بداخله، مشيرا إلى أن الدجالين يستغلون إيمان بعض الناس بهم في العمل بهذا النظام.