الخرباوي: غياب دور وزارة الثقافة أعطى الإخوان فرصة بث الشائعات
قال ثروت الخرباوى الخبير في شئون التيارات الإسلامية: إن المشهد السياسي قبل وبعد ٣٠ يونيو هو سلسلة من الحلقات المرتبطة ببعضها البعض، ولا يمكن تجزئتها سواء من ناحية المشهد الاقتصادى أو الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب، وأيضا الحالة الثقافية العامة التي يعيش عليها الشعب المصرى.
وأضاف أن كل هذه الحلقات تقود إلى المشهد، فعندما يكون لدينا مشكلات اقتصادية متراكمة منذ سنوات جعلت المشهد الاقتصادى عاجزا تمام العجز، ولم تكن هناك حلول من خبراء الرئيس الأسبق حسنى مبارك بل إن مقترحاتهم التي تم تنفيذها ترتب عليها فشل ذريع، وهو ما أوصلنا إلى وجود فجوة كبيرة بين الناتج القومى، وبين الإنفاق العام، لدرجة أن الإنفاق أصبح يزيد على الناتج بمقدار 10 أضعاف، وظل مستمرا في التصاعد بعد ثورة 25 يناير 2011، وهو أمر طبيعى يحدث في أعقاب الثورات، نتيجة توقف السياحة والاعتصامات، وبالتالى كان لازما بعد 30 يونيو على من يأتى للحكم أن يبحث عن حلول فورية تتجنب الآثار الكارثية لتلك الفجوة الاقتصادية.
وأكد في تصريح لـ«فيتو» أن العام الذي حكم فيه الإخوان لم يقدموا أي حلول للمشكلات الاقتصادية، رغم أن مشروعهم أطلقوا عليه اسم النهضة، ثم جاء الرئيس السيسي في واقع مرتبك، والتاريخ سيذكر أن الشعب هو الذي استدعاه للرئاسة، حيث كانت آمال الشعب تتطلب منه أن يفعل المستحيل، ووقف الشعب معه وتحمل المعاناة.
وأشار إلى أن أول ما فكر فيه السيسي هو إجراء إصلاح اقتصادى جذرى، لإدراكه أن هذا سيكون له ضحايا، خاصة معاناة الطبقة المتوسطة والفقيرة مع المواجهات التي تعرضت لها مصر من الخارج، خاصة من جانب قطر وتركيا وأمريكا وإنجلترا والاتحاد الأوروبي، كل هذا كان من الممكن أن يقضى على الدولة الوطنية.
وأوضح أن دستور 2014 جاء مخيبا لآمال المصريين، واضطر للموافقة عليه لعبور المرحلة، ومع هذا كله كانت الحلقة الأخرى وهى غياب دور التأثير الثقافى عن مؤسسات الثقافة والفنون والآداب، وهو ما أعطى الفرصة لجماعة الإخوان التحكم في وسائل التواصل الاجتماعى، وبث الشائعات من خلال إنشاء لجان إلكترونية للتأثير في الروح المعنوية للمصريين.
وتابع إلى جانب ذلك كانت الأحزاب السياسية تسير في واد آخر، وكل ما كانت ترغب فيه بعض مقاعد في البرلمان، وليس وضع منظومة لبرنامج عمل تقدمه للرئيس.