رئيس التحرير
عصام كامل

زعيم العصابة!


في الأربعينيات نقلت السينما، أن تجار المخدرات فتوات وتجار عاديين يتخذون من تجارة الفاكهة، وأشياء أخرى ستارا للتجارة الحرام، وفي الخمسينيات والستينيات تحول تجار الصنف إلى رجال أعمال متوسطي الحال يستترون غالبا خلف صورة "رجل البر والتقوى"، كما الحال في حالة "زكي رستم"، في "رصيف نمرة خمسة"، ثم إلى عدد آخر من الأفلام.


وفي السبعينيات وما بعدها صار تجار المخدرات شخصيات مهمة.. تتصل بالكبار.. متنفذون.. مسنودة يعني تشير السينما في الغالب إلى عدم الوصول للرأس الكبيرة قط.. دائما نصل ويصل رجال الأمن إلى الحلقة قبل الأخيرة، ثم تطور الأمر بجرأة من شرفاء الفن إلى الإشارة لأيد أجنبية في الأمر، كانت التلميحات تشير إلى أنها صهيونية في أغلبها، ومن سمات هذه الفترة أن الشرفاء ممن يتسببون في تتبع هذه العصابات والقبض عليها يتعرضون لمشكلات منها النقل ومنها تلفيق القضايا!

ورغم كل ما سبق لم تصل صفقة واحدة قيمة ما وصلت إليه آخر ما تم ضبطه من هيروين بلغ طنين من المخدر الأغلى على الإطلاق، والذي يقاس بأقل بكثير من الجرام.. هنا.. تتناثر الأسئلة في كل مكان: من وراء صفقة بهذا الحجم؟ ومن يمكنه أن يجازف بها كلها وقيمتها تتخطي الملياري جنيه في محاولة واحدة؟

هل هو شخص أم مجموعة أم شراكة حرام أم دولة أم تحالف دول؟ هل هو مصريا أم أجنبيا أم شركاء من هنا وهناك؟ مصير الصفقة نعرفه وسيتم إعدام الكمية كلها لكن ما مصير اعترافات المقبوض عليهم؟ ومن كلفهم ومن استأجرهم ومن كان سيتسلم منهم هل كانوا سيحصلون على المقابل أم المقابل كان سيذهب عبر البنوك؟

الأسئلة عديدة جدا يتلهف الناس على معرفتها أو بعضها.. لكن يبقى أجمل ما في الموضوع وهو أننا نشعر فعلا أنه لا يوجد من هو بعيد عن المساءلة، وأن الأبطال ممن تابعوا وتتبعوا وراقبوا وضبطوا الكمية الكبيرة في أمان وبحماية القانون والشعب ومعهم تفويض بالمزيد من الضبطيات، وفي ذلك كلام كثيرا جدا حتى لو قلناه كله سيبقى تساؤل الناس وإلى انتهاء التحقيقات: من وراء الصفقة الأخيرة؟ من هو زعيم العصابة؟!
الجريدة الرسمية