رئيس التحرير
عصام كامل

اليتيم والمشكلات النفسية.. علماء التربية: الحرمان من العواطف أشد أنواع اليتم.. سامية خضر تطالب بسرد قصص لشخصيات ناجحة عاشت نفس ظروفهم.. فرويز: الاحتفال بيوم واحد يدخل الأطفال في مرحلة اكتئاب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"انظر إلى وجه اليتيم ولا تكن إلا صديقا لليتيم.. وامسح بكفك رأسه سترى على كفيك زهرا بالشذا مفعوما".. هكذا تحدث الشاعر عبد الرحمن العشماوي عن اليتيم في إحدى قصائده التي تحث على حماية حقوق اليتيم، وخصصت مصر الجمعة الأولى من شهر أبريل يوما لليتيم، للتذكره بهذه الفئة والدعم الذي تحتاج إليه، وإدخال البهجة والفرحة على نفوسهم، للتعبير عن أسمى معانى المشاركة الوجدانية لمن فقدوا ذويهم وسندهم في الحياة.


جبر خاطر اليتيم له أجر عظيم عند الله حيث قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام): "من وضع يده على رأس يتيم رحمة، كتب الله له بكل شعرة مرت على يده حسنة"، كما قال: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة"، وحينما أتى رجل إلى رسول الله (عليه الصلاة والسلام) يشكو من قسوة قلبه فقال له: "أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ أرحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك".

الشخصيات الناجحة
وأفاد علماء التربية أن أشد أنواع اليتم هو اليتم العاطفي والروحي لذلك فإن كفالة اليتيم يجب أن يكون لها بعد معنوي يتطلب ضرورة التواصل مع اليتيم وعدم تركه وحيدا لفترات طويلة حتى لا يشعر بالعزلة، وهو ما كشف عنه أساتذة علم النفس والاجتماع لـ"فيتو"، حيث نصحت سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس برواية قصص لشخصيات ناجحة عاشوا نفس الظروف، وتمكنوا من تحقيق أهدافهم وأحلامهم وتحقيق طموحاتهم، مثل المطرب عبدالحليم حافظ الذي نشأ في ملجأ للأيتام، مشيرة إلى أن مثل تلك القصص تنفس عنهم الكثير من المشاعر الحزينة، وتمنحهم أمل كبيرة في المستقبل.

وأكدت سامية خضر، أن تخصيص يوم للأيتام هو عمل نبيل ملئ بالمميزات، ويهدف لزرع روح العطاء لدى الأجيال الناشئة والشباب، مطالبة بزيادة أيام الاحتفال بهم خلال العام، لأنه ليس باستطاعة أي مؤسسة أو جهة تقديم كل ما يمكن منحه للأيتام في يوم واحد.

التواصل مع الأيتام باستمرار
"لا يمكن فصل التكافل المادي عن المعنوي والنفسي".. هذا ما أكده جمال فرويز الطبيب النفسي، حيث أشار إلى أن التوازن بين الأمرين مهم وأن خير الأمور الوسط، مضيفا أن الكثير من دور الأيتام بها طعام وشراب ولكن الأطفال بها يعانون من سوء معاملة، لذلك يجب احتواء هؤلاء الأطفال وزيارتهم والتواصل معهم باستمرار، والعمل على مساعدتهم في حل مشاكلهم.

وأكد فرويز أن الاحتفال بيوم واحد لليتيم يدخل الأطفال في مرحلة اكتئاب، ضاربا مثلا بالشخص الذي لا يأكل اللحمة نهائيا فأعطيه لحمة مرة واحدة وأتركه طول العام بدونها، مشيرا إلى أن الأطفال يتلقون في هذا اليوم الكثير من المشاعر الفياضة والعواطف الطيبة، ويعانون باقي أيام العام من الحرمان.

دراسة المراحل العمرية
فيما أشارت سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلى أن القائمين على إدارة مؤسسات رعاية الطفل يجب أن يكون لديهم وعي ودراية كاملة بالمراحل العمرية التي يمر بها الأطفال ليستطيعوا التعامل معهم بطريقة طبيعية، مطالبة مؤسسات رعاية الطفل بالسعي الدائم وراء الهدف المنوط بها بتوفير كافة الإشباعات والاحتياجات النفسية والاجتماعية والمادية التي يحتاجها الطفل اليتيم، موضحة أن ذلك يؤدى لتجنب شعوره باختلاف المعاملة تجاهه بعد مرور يوم اليتيم.
الجريدة الرسمية