مهرب الآثار الأمريكي يسكن نزلة السمان
في مجلة صباح الخير عام 1966 كتب الصحفى محمود المراغى قصة مهرب الآثار الأمريكى الذي سرق آثار دهشور يقول: «جاء شارلز آرثر العالم الأمريكى إلى مصر خصيصا لسرقة الآثار المصرية، بالرغم من أنه ليس عالما في الآثار، وإنما أبحاثه ودراساته تدور حول الفلك والأرواح وعلم الأجناس والسلالات الأمريكية».
جاء كسائح ولم يخطر السفارة الأمريكية بوجوده ولم يخبر حكومته بذلك، ثم ذهب إلى قرية نزلة السمان..اختار هذه القرية لأنها تحت سفح الهرم ويسكنها التراجمة وأصحاب الجمال والخيل الذين يرتزقون من السواح، وقرية نزلة السمان بدون ماء أو كهرباء، ومع ذلك استأجر فيلا فيها من دور واحد لها حديقة صغيرة، وأقام فيها وحده.
الفيلا تقع على ترعة المنصورية وهى بعيدة عن أهل القرية، وتطل على طريق دهشور، وليس فيه نقطة مرور واحدة بعكس طريق الهرم.
كان الرجل الأمريكى يخرج من دهشور ويدخلها دون أن يراه أحد، يخرج في الصباح الباكر ويعود ليلا، كان هناك شخص واحد يعرف أسرار تحركات شارلز آرثر هو مبروك أبو طالب خطاب ترجمان الأهرام، المقيم بنزلة السمان، يقضى له طلباته وهو الوحيد الذي يدخل الفيلا بالرغم من أنه محظور على مفتش الآثار المرافق لشارلز دخول الفيلا.
ذهب محمود المراغى مندوبا عن روز اليوسف إلى نزلة السمان.. وهى قرية صغيرة عدد سكانها ثمانية آلاف نسمة كلهم من العرب القادمين من مراكش من قبيلة إنجمى، كما وفد بعضهم من صان الحجر، وذلك منذ 150 سنة، وسكنوا جميعهم منطقة الكوم الأخضر المجاورة للهرم.
وجد آرثر في هذه القرية الصغيرة مخبأ صالحا آمنا لسرقاته، يحضر إليه مبروك أبو طالب السرقات ليخبأها في الفيلا ثم جمعها وخرج بها من الفيلا إلى الخارج عن طريق دهشور.
لكن مصلحة الآثار اكتشفت الأمر عن طريق عيونها، وتم القبض على مبروك الذي اعترف بكل شيء.